وقد انقسمت الكتب التي ألفها علماؤنا في الباب إلى ثلاثة أنواع:
منها، ما وضعوه جوابا على شبهات الخصوم، كالرد على كتاب (العثمانية) للجاحظ وكتاب (الشافي في الإمامة) في الرد على كتاب (المغني) للقاضي عبد الجبار المعتزلي و (عبقات الأنوار) في الرد على (التحفة الاثني عشرية) والرد على (الصواعق المحرقة) و (الوشيعة) (ومسائل جار الله) وغير ذلك.
ومنها، ما ألفوه للتعريف بمذهب الشيعة وبيان أدلتهم على عقائدهم، كشروح (التجريد) و (منهاج الكرامة في معرفة الإمامة) (ونهج الحق وكشف الصدق) و (دلائل الصدق) و (الغدير في الكتاب والسنة والأدب)...
ومنها، ما كتبوه سؤالا للمخالفين وإشكالا عليهم، على ضوء رواياتهم وأقوال علمائهم في أشهر كتبهم، وهذا النوع في كتب أصحابنا قليل ككتاب أغلاط العامة للشيخ الكراجكي، وكتاب مخالفة أهل السنة للكتاب والسنة، للعلامة الحلي.
ومن أحسن ما أخرج للناس في زماننا في هذا المجال كتاب (ألف سؤال وإشكال) من مؤلفات العلامة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ علي الكوراني العاملي دام فضله، فقد وقفت عليه فألفيته حاويا لأمهات المسائل الخلافية، يطرحها بأسلوب بديع وأدب رفيع، مستندا إلى أشهر الكتب المعتمدة عند أهل السنة، ومستشهدا بآراء وأقوال كبار علمائهم في مختلف العلوم، ثم يلقي على أساسها الأسئلة ويلزمهم بلوازم أدلتهم، فإن وافقوا عليها ورد عليهم الإشكال، وإن أبوا الالتزام بها وجب عليهم رفع اليد عن صحة تلك الكتب، ورفض أصحاب تلك الأقوال.
هذا، بالإضافة إلى ما يجده القارئ فيه من تحقيقات ثمينة وفوائد جليلة.
فأسال الله العلي القدير لسماحة الشيخ الكوراني المزيد من التوفيق والتسديد، فإنه في هذا الزمان، من أبرز حماة المذهب الحق والذابين عنه باليد واللسان، وأن ينفع الباحثين بآثاره القيمة، وأن يجعل كتابه في كتابه يوم القيامة، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
ذو القعدة الحرام 1424 علي الحسيني الميلاني