الأسئلة 1 - قام الدين الإلهي على إرسال الأنبياء عليهم السلام وتنزيل الكتب والصحف الإلهية، فالكتاب والكتابة من أولى خصائصه وبدهياته، فما هو السبب في أن الجيل الأول من صحابة نبينا صلى الله عليه وآله حرموا تدوين أحاديثه فضيعوا حقيقتها على أجيال الأمة، ولم يسمحوا بكتابتها إلا بعد قرن أو قرنين، حتى وصلت الينا في حالتها الفعلية، ومشاكلها الكثيرة التي تضج منها مصادر السنة النبوية!
بل فتحوا بذلك الباب للأعداء لاتهام الإسلام بالتخلف عن الكتابة، التي هي من أول شروط المدنية والوعي الثقافي؟!
2 - ألا ترون أن رواية الشاب عبد الله العاص، تكشف لنا حقيقة خطيرة هي أن القرشيين الذين دخل الإسلام قليل منهم باختيارهم، ودخل فيه أكثرهم مجبرين تحت السيف بعد هزيمتهم على يد النبي صلى الله عليه وآله في فتح مكة، كانوا يخافون أن يكرس النبي صلى الله عليه وآله الخلافة من بعده لعترته، فكونوا في حياة النبي صلى الله عليه وآله حركة عملت داخل الصحابة لمنع تدوين كلامه الشريف، وكانت تصل بالشباب الذين يدونون أحاديثه الشريفة مثل عبد الله العاص وتنهاهم عن ذلك، بحجة أن النبي بشر يغضب ويتكلم على أشخاص ويحذر منهم ويلعنهم بغير حق، فإذا كتب ذلك صار جزء من الدين، وأضر بمصلحة هؤلاء القرشيين!
وقد جاء موقف النبي صلى الله عليه وآله حاسما، حيث أمر بمواصلة كتابة حديثه لأن منطقه مصون بعصمة الله تعالى في الرضا والغضب: (وما ينطق عن الهوى). فماذا تقولون في هذا التفسير؟