شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ١٢ - الصفحة ٢٠٩
وابن عيينة وأبو حنيفة (1)، ولد سنة ثمانين ومات سنة ثمان وأربعين ومأة وهو
(1) وقد ذكر القوم عن أبي حنيفة كلمات في شأنه ننقلها عن عدة.
منهم العلامة الخوارزمي في (جامع مسانيد أبي حنيفة) (ج 1 ص 222 ط حيدر آباد) قال:
أبو حنيفة قال: جعفر بن محمد أفقه من رأيته ولقد بعث إلي أبو جعفر المنصور أن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيئ له مسائل شدادا فلخصت أربعين مسألة وبعثت بها إلى المنصور بالحيرة، ثم أبرد إلي فوافيته على سريره وجعفر بن محمد عن يمينه فتداخلني من جعفر هيبة لم أجدها من المنصور فأجلسني ثم التفت إلى جعفر قائلا يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة فقال: نعم أعرفه. ثم قال المنصور: سله ما بدا لك يا أبا حنيفة، فجعلت أسأله ويجيب الإجابة الحسنة ويفحم حتى أجاب عن أربعين مسألة، فرأيته أعلم الناس باختلاف الفقهاء، فلذلك أحكم أنه أفقه من رأيت.
أخرجه الحافظ طلحة بن محمد في مسنده عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد عن جعفر بن محمد بن الحسين الحازمي، عن أبي نجيح إبراهيم بن محمد بن الحسين، عن الحسن بن زياد، عن أبي حنيفة رض.
ومنهم الحافظ أبو المؤيد الموفق الخطيب الخوارزمي في كتابه (مناقب أبي حنيفة) (ج 1 ص 173 ط حيدر آباد).
روى عن الحسن بن زياد اللؤلؤي عن أبي حنيفة بمعنى ما تقدم عن (جامع المسانيد) ومنهم العلامة الشيخ محيي الدين عبد القادر بن أبي الوفاء في (الجواهر المضيئة) (ج 2 ص 486 ط حيدر آباد).
روى عن حسن بن زياد عن أبي حنيفة بعين ما تقدم عن (جامع المسانيد) مع تلخيص في مقدمات الخبر.
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 354 ط مطبعة گلشن في لكهنو).
روى عن أبي حنيفة بعين ما تقدم عن (جامع المسانيد).
ومنهم المعاصر المحقق المؤرخ البهلول بهجت أفندي في (تاريخ آل محمد ص) (ص ط مطبعة آفتاب).
نقل عن الدميري في (حياة الحيوان) بما ملخصه قال أبو حنيفة: دخلت مع الربيع على أبي عبد الله عليه السلام فقال: أتعمل بالقياس؟ فقلت: نعم، فقال: لا تقس فإن أول من قاس إبليس قال: أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين - قال أبو حنيفة: ثم سألني عن مسائل لم نقدر على جوابها. ثم ذكر جوابها ثم ذكر من حكمة الله في خلق الانسان بما تعجبت من علمه.
ومنهم العلامة القاضي وكيع محمد بن خلف بن حيان الأندلسي في (أخبار القضاة) (ص 77 مطبعة الاستقامة بالقاهرة) قال:
حدثني عبد الله بن سعيد الزهري، قال: حدثنا أبو الوليد الدمشقي قال: حدثني عمي محمد بن عبد الله بن بكار، قال:
حدثني سليمان بن جعفر بن إبراهيم بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأم علي بن عبد الله بن جعفر زينب بنت علي بن أبي طالب، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الزهري، فقال: حدثنا ابن شبرمة، قال: دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد، فسلمت عليه، وكنت له صديقا ثم أقبلت على جعفر، فقلت: أمتع الله بك هذا رجل من أهل العراق له فقه وعقل، فقال جعفر: لعله الذي يقيس الدين برأيه، ثم أقبل علي، فقال النعمان بن ثابت؟ فقال أبو حنيفة: نعم، أصلحك الله، فقال: اتق الله ولا تقس الدين برأيك فإن أول من قاس إبليس إذ أمره الله بالسجود لآدم، فقال: أنا خير منه خلفتني من نار وخلقته من طين، ثم قال له جعفر: هل تحسن أن تقيس رأسك من جسدك، فقال: لا، قال: فأخبرني عن الملوحة في العينين، وعن المرارة في الأذنين، وعن الماء في المنخرين وعن العذوبة في الشفتين، لأي شئ جعل ذلك؟ قال: لا أدري، قال جعفر: الله عز وجل خلق العينين، فجعلهما شحمتين، وجعل الملوحة فيها ضنا منه على ابن آدم ولولا ذلك لذابتا، فذهبتا، وجعل المرارة في الأذنين ضنا منه عليه، ولولا ذلك لهجمت الدواب، فأكلت دماغه، وجعل الماء في المنخرين ليصعد التنفس، وينزل ويجد منه الريح الطيبة من الريح الردية، وجعل العذوبة في الشفتين ليجد ابن آدم طعم لذة مطعمه ومشربه، ثم قال له جعفر:
أخبرني عن كلمة أولها شرك، وآخرها أيمان، قال: لا أدري، قال: لا إله إلا الله، ثم قال له: أيما أعظم عند الله قتل النفس أم الزنا؟ قال: قتل النفس، قال له جعفر: إن الله عز وجل قد رضي في قتل النفس بشاهدين ولم يقبل في الزنا إلا بأربعة، ثم قال: فما بال المرأة إذا حاضت، تقضي الصيام، ولا تقضي الصلاة، اتق الله يا عبد الله إنا نقف نحن وأنت غدا ومن خالفنا بين يدي الله جل وعز، فنقول: قال رسول الله عليه السلام، ويقول: أنت وأصحابك قال: سمعنا ورأينا، ففعل بنا وبكم ما يشاء.
ومنهم العلامة الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 196 ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا الحسن بن محمد، ثنا سعيد بن عنبسة، ثنا عمرو بن جميع قال: دخلت على جعفر بن محمد أنا وابن أبي ليلى وأبو حنيفة.
وحدثنا محمد بن علي بن حبيش، حدثنا أحمد بن زنجويه، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا محمد بن عبد الله القرشي بمصر، ثنا عبد الله بن شبرمة قال: دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد فقال لابن أبي ليلي من هذا معك؟ قال: هذا رجل له بصر ونفاذ في أمر الدين، قال: لعله يقيس أمر الدين برأيه قال: نعم، قال: فقال: جعفر لأبي حنيفة: ما اسمك؟ قال: نعمان، قال: يا نعمان هل قست رأسك بعد، قال: كيف أقيس رأسي.
فذكر بعين ما تقدم عن (أخبار القضاة).