ولما نظر المأمون إلى أولاد العباس رضي الله عنه وهم وثلاثة وثلاثين ألفا من كبير وصغير ونظر إلى أولاد علي رضي الله عنه، فلم يجد أحدا أحق بالخلافة من علي الرضا رضي الله عنه.
نبذة من فقرات كتاب المأمون في عهده إليه (ع) بالخلافة بعده رواها جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 239 ط الغري) روى ذلك مطولا ومن جملة فقراته: جعل قوام الدين ونظام أمر المسلمين في الخلافة ونظامها والقيام بشرائعها وأحكامها - إلى أن قال:
محبة أن يلقى الله سبحانه وتعالى مناصحا له في دينه وعباده ومختار لولاية عهده ورعاية الأمة من بعده أفضل من يقدر عليه في دينه وورعه وعلمه وأرجاهم للقيام بأمر الله تعالى وحقه مناجيا لله تعالى بالاستخارة في ذلك ومسئلته الهامة ما فيه رضاه وطاعته في آناء ليله ونهاره معملا فكره ونظره فيما فيه طلبه والتماسه في أهل بيته من ولد عبد الله بن عباس وعلي بن أبي طالب مقتصرا ممن علم حاله ومذهبه منهم على علمه وبالغا في المسألة ممن خفى عليه أمره جهده وطاقته رضاه وطاعته حتى استقصى أمورهم معرفة ابتلى أخبارهم مشاهدة واستبرأ أحوالهم معاينة وكشف ما عندهم مسائلة، وكانت خيرته بعد استخارة الله تعالى واجتهاده نفسه في قضاء حقه في عباده وبلاده في الفئتين جميعا علي بن موسى الرضا بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، لما رأى من فضله البارع وعلمه