، تفسر بها حركة الأرض حول الشمس، وسائر الحركات الأخرى، كما يفسر بها انحراف الأشعة النووية؟
ان الشيء الوحيد المعقول، هو أن دقة التجارب أو تضافرها، أدى إلى ظهور خطأ النظرية السابقة، وعدم تمثل الحقيقة فيها. والتدليل على تمثل الحقيقة في تفسر آخر جديد (1).
وهكذا يتضح في النهاية ما أكدنا عليه، من أن التطور العلمي لا يعني ان الحقيقة تنمو وتتدرج، وانما معناه تكامل العلم، باعتباره كلا، أي باعتباره مجموعة نظريات وقوانين. ومعنى تكامله كذلك زيادة حقائقه وقلة أخطائه كميا.
وأخيرا نريد ان نعرف ماذا تستهدف الماركسية من تطور الحقيقة؟ ان الماركسية ترمي من وراء القول بتطور الحقيقة، وتطبيق الديالكتيك عليها إلى أمرين:
أولا: نفي الحقيقة المطلقة. لأن الحقيقة إذا كانت في حركة ونمو دائمين، فلا توجد حقائق ثابتة باشكال مطلقة، وبالتالي تتهدم الحقائق الثابتة الميتافيزيقية التي تدين بها الإلهية.
ثانيا: نفي الخطأ المطلق في سير التطور العلمي. فالتطور العلمي في عرف الديالكتيك لا يعني ان النظرية السابقة خطأ بصورة مطلقة، بل هي حقيقة نسبية. أي انها حقيقة في مرحلة خاصة من التطور والنمو. وبهذا وضعت الماركسية ضمانات الحقيقة في مختلف أدوار التكامل العلمي.
وينهار كلا هذين الامرين، على ضوء التفسير الصحيح المعقول للتطور العلمي، بالمعنى الذي شرحناه. فهو بموجب هذا التفسير ليس نموا لحقيقة