____________________
وهذا هو الوجه فيما ورد في الكتاب والسنة وغيرهما من الحث على الدعاء، والصدقة، وصلة الرحم، وأمثالها: لدفع البلايا والأسواء الدنيوية المقدرة، مضافا إلى كونها عبادات مقربة إليه تعالى؛ جالبة للحسنات، والأجور الأخروية؛ ودافعة لمكارهها الوخيمة الشديدة.
وكذا ما ورد عنهم في بعض أدعيتهم بقولهم مثلا في ليلة القدر: " اللهم إن كان اسمي مكتوبا في ديوان الأشقياء فامحني من ديوان الأشقياء، واكتبني في ديوان السعداء " (١).
وبذلك كله اتضح لك أيضا وجه الجمع بين ما ورد كتابا وسنة من عدم إمكان تقدم الآجال وتأخرها عن الوقت المقدر لها، على ما صرح به في الآيتين المتقدمتين وأمثالهما، وبين ما ورد فيهما من إمكان ذلك، كما في قوله تعالى في سورة نوح: ﴿يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى﴾ (٢).
وقوله سبحانه في سورة الأنعام: ﴿ثم قضى أجلا وأجل مسمى﴾ (٣).
وفي سورة العنكبوت: ﴿ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب﴾ (4).
وأمثال ذلك في الآيات أيضا كثيرة، فإن المحتوم المسمى منهما هو ما علمه تعالى أزلا، وهو محفوظ عن التغيير والتبديل، وأما المعلق منهما فهو ما في اللوح الثاني، ولا تهافت بين الصنفين أصلا كما ربما يتوهمه بعض الجهلة.
وبذلك كله يتضح لك أيضا اندفاع ما ربما يعترضه بعض حمقاء المخالفين على مبيت الوصي (عليه السلام) على فراش النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة فراره من مكة المكرمة، وإنكارهم كون ذلك فخرا له على ما تدعيه الإمامية (5) بأنه فادى بنفسه النفيسة لنفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المقدسة، وخاطر بمهجته للقتل حفظا له (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك لأن
وكذا ما ورد عنهم في بعض أدعيتهم بقولهم مثلا في ليلة القدر: " اللهم إن كان اسمي مكتوبا في ديوان الأشقياء فامحني من ديوان الأشقياء، واكتبني في ديوان السعداء " (١).
وبذلك كله اتضح لك أيضا وجه الجمع بين ما ورد كتابا وسنة من عدم إمكان تقدم الآجال وتأخرها عن الوقت المقدر لها، على ما صرح به في الآيتين المتقدمتين وأمثالهما، وبين ما ورد فيهما من إمكان ذلك، كما في قوله تعالى في سورة نوح: ﴿يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى﴾ (٢).
وقوله سبحانه في سورة الأنعام: ﴿ثم قضى أجلا وأجل مسمى﴾ (٣).
وفي سورة العنكبوت: ﴿ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب﴾ (4).
وأمثال ذلك في الآيات أيضا كثيرة، فإن المحتوم المسمى منهما هو ما علمه تعالى أزلا، وهو محفوظ عن التغيير والتبديل، وأما المعلق منهما فهو ما في اللوح الثاني، ولا تهافت بين الصنفين أصلا كما ربما يتوهمه بعض الجهلة.
وبذلك كله يتضح لك أيضا اندفاع ما ربما يعترضه بعض حمقاء المخالفين على مبيت الوصي (عليه السلام) على فراش النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة فراره من مكة المكرمة، وإنكارهم كون ذلك فخرا له على ما تدعيه الإمامية (5) بأنه فادى بنفسه النفيسة لنفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المقدسة، وخاطر بمهجته للقتل حفظا له (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك لأن