نور الأفهام في علم الكلام - السيد حسن الحسيني اللواساني - ج ٢ - الصفحة ٣١٤
واستثن من أضله القصور * فإنه بلطفه معذور وليس يجري الشك في كبراه * والشك إن كان ففي صغراه
____________________
يخرجوا منها أعيدوا فيها) (١).
و «مالهم من شافع» يشفع لهم أبدا، كما قال تعالى حكاية عنهم: ﴿فمالنا من شافعين * ولا صديق حميم﴾ (٢) «كلا، ولا من ناصر» ينصرهم، ولا «مدافع» يدافع عنهم العذاب «و» لكن على ما عرفت آنفا «استثن» منهم «من أضله القصور» وكان مستضعفا كما ذكرنا «فإنه بلطفه» تعالى «معذور» في جهله مع عدم قدرته على معرفة الحق واتباعه.
ولا شبهة في شيء من ذلك «وليس يجري الشك في» أصل الحكم و «كبراه» وذلك لوضوح قبح عقاب العاجز عقلا، وعدم جوازه شرعا، ولكن التأمل «والشك إن كان» حاصلا «ففي» وجود «صغراه» وهو أنه هل يكون في شرق الأرض وغربها من لم يبلغه خبر دين الإسلام، أو من لم يتمكن من الهجرة لمعرفته واتباعه؟ فإن كثيرا من الجهال يدعون القصور والعجز كذبا وزورا حتى القاطنين منهم في بلاد الكفر، وبذلك يتوجه إليهم يوم القيامة العتاب بقوله تعالى: ﴿ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها﴾ (3) وبذلك يستوجبون العقاب، ونعوذ بالله تعالى منه.

(٣١٤)
مفاتيح البحث: السجود (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست