بشرف المصاحبة، وقال علي بن عيسى الإربلي (1) في كشف العمة: (إن فضل سلمان مشهور معلوم ومكانه من علو المكانة والزهادة مفهوم، ولولا الخروج عن غرض هذا الكتاب لذكرت من فضله ما يشهد بنبله ولا مللت من مناقبه ما يؤذن باعتلاء مراتبه التي أغنته عن مناسبه، وأنت لو فكرت لعلمت ورأيت أنه يكفيه نسبا قوله صلى الله عليه وآله: سلمان منا أهل البيت) (2)، وفي المصباح في زيارته: (فجعلك النبي صلى الله عليه وآله من أهل بيته وقرابته، تفضيلا لك على صحابته، إذ كنت أولهم إلى معرفته قدما، وآخرهم به نطقا، وأدعاهم اليه حقا) (3)، فلا يجوز أن يكون المراد في قولهم عليهم السلام: سلمان منا، ما هو المراد في قوله تعالى: [فمن تبعني فإنه مني] (4)، حتى يكون حاصل تلك المنقبة: إنه رجل من المؤمنين الذين اتبعوا النبي الأمي، كيف ويأتي في جملة من الأخبار أن بعضهم سئل علي عليه السلام عن فضل بعض أصحابه فمدح كل واحد بمدحة وقال فيه: إنه منا أهل البيت، فلا بد وأن تكون تلك المنقبة من خصائصه، والظاهر أنه أريد من هذا الكلام ما أراده النبي صلى الله عليه وآله في قوله (علي مني وأنا من علي) (5)، و (حسين مني وأنا من حسين) (6) على بعض الوجوه... إذ لا شك أن المراد من أهل البيت في تلك الأخبار هم الذين نزلت فيهم آية التطهير وهم أهل بيت الوحي والرسالة كما في غيرها من الإطلاقات في كلام الصادقين عليهم السلام على ما يظهر للناقد الخبير، وحينئذ فالذي يختلج في البال في معنى كونه منهم أمران وإن كان مرجعهما واحدا:
(١٣٥)