نفس الرحمن في فضائل سلمان - ميرزا حسين النوري الطبرسي - الصفحة ٤٨
الله عنه وهو في المدائن (1) وأمير المؤمنين عليه السلام في المدينة، ولم يعهد تشرف أحد بتلك المكرمة الخاصة غيره، ولعله لما ورد من أن الوصي لا يغسله إلا نبي أو وصي، وعدم ظهور الدعوة وترويج الدين منه في تلك المدة لا ينافي الوصاية، لما روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: (كان بين عيسى عليه السلام وبين محمد صلى الله عليه وآله خمسمائة عام، منها مأتان وخمسون عاما ليس فيها نبي ولا عالم ظاهر)، فكان الرمان رمان الغيبة كما في تلك الأزمنة.
ولكن يعارض جميع ذلك ما يظهر من رواية الإكمال والمحاسن والأمالي وكفاية الأثر وغيرها (3) من أن آخر أوصياء عيسى عليه السلام: آبي، أو برده، أو بالط - كما في بعض الأخبار -، وإنه الذي لقيه سلمان أخيرا، ومر في رواية البرقي والصدوق أنه قال له: (إن الذي تطلب قد ظهر اليوم بمكة)، فيرتفع المحذور الذي ذكرنا.
ويمكن التوفيق بين الروايات بأنه كان وصيا لا كسائر الأوصياء، بل كان متعلق وصايته أمرا خاصا هو حمل اللوح وتسليمه إلى النبي صلى الله عليه وآله ويشهد له ما نقلناه عن الصدوق، فيكون مقامه فيها كمقام أم سلمة (4) وفاطمة الكبرى (5) - بنت الحسين عليه السلام - وأبي طالب. (6).

(١) هي مدينة كسرى، وقيل: هي عدة مدن متقاربة تقع على سبع فراسخ من بغداد وهي دار مملكة الفرس، وأول من نزلها انوشيروان، ولها إيوان ولم تزل آثاره باقية حتى يومنا هذا وبها قبرا سلمان وحذيفة وهما مشيدان ويعرف المكان باسم (سلمان باك).
(٢) البحار ٢٣: ٣٣.
(٣) إكمال الدين ٢: ٦٦٤، المحاسن: ٢٣٥، الأمالي: ٢٤٢، كفاية الأثر: ١٤٩، البحار 17: 9 و 141.
(4) أم المؤمنين بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية، وأمها عاتكة بنت عبد المطلب، زوج النبي واسمها هند، من المهاجرات إلى الحبشة وإلى المدينة، نزلت آية التطهير في بيتها، وهي آخر من مات من نساء النبي، وماتت في زمن يزيد سنة 63.
(5) أمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله، زوجها الحسن بن الحسن عليه السلام وقبض وله خمس وثلاثون سنة ولما مات ضربت زوجته فاطمة على قبره فسطاس وكانت تقوم الليل وتصوم النهار وكانت تشبه بالحور العين لجمالها، توفيت بالمدينة سنة سبع عشرة ومائة وقد أسنت (6) شيخ البطحاء ورئيس مكة وشيخ قريش أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، عم الرسول وكافله وأبو الأئمة عليهم السلام، اسمه الشريف عبد مناف وأمه فاطمة بنت عمرو بن عائذ وهي أم عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله، أولد أبو طالب أربعة بنين وأمهم جميعا فاطمة بنت أسد وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي، كان أبو طالب شيخا وسيما جسيما، عليه بهاء الملوك ووقار الحكماء وكانت قريش تسميه (الشيخ) وكانوا يهابونه ويخافون سطوته وكانوا يتجنبون أذية رسول الله عليه السلام في أيامه، فلما توفي سلام الله عليه اجترؤا عليه واضطر إلى الهجرة من وطنه، توفي سلام الله عليه في 26 رجب في آخر السنة العاشرة من مبعث النبي صلى الله عليه وآله ورثاه أمير المؤمنين عليه السلام بأشعار.
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المحقق 7
2 مقدمة المؤلف 19
3 مقدمة الكتاب 25
4 اسمه ولقبه ونسبه 27
5 كنيته وبلده 28
6 الباب الأول: في مبدء أمره وحاله قبل تشرفه بشرف الاسلام 36
7 حديث الأول في كيفية اسلامه 40
8 ذكر شيراز وفارس 46
9 ذكر وصايته لعيسى 47
10 أنواع الوصايا 48
11 ذكر لأبي طالب 50
12 ترتيب وصايا عيسى 52
13 ذكر أنطاكية واسكندريه 54
14 الفرق بين الهدية والصدقة والهبة 56
15 اقسام الصدقة والصدقة المحرمة على بني هاشم 57
16 ذكر خاتم النبوة 61
17 رواية أخرى في كيفية اسلامه 64
18 رواية أخرى في كيفية اسلامه 68
19 ذكر شام 81
20 ذكر موصل ونصيبين وعمورية 86
21 ذكر روم ورومية 90
22 ذكر البقيع وأول من دفن فيه 91
23 أول مشاهد سلمان 95
24 كيفية عتقه ومقدار مال الكتابة 97
25 ذكر ميثب من صدقات فاطمة عليها السلام 104
26 رواية أخرى في كيفية اسلامه 107
27 لقائه عيسى عليه السلام والاشكال عليه وجوابه 110
28 نزول عيسى وبشارته بظهور خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم 110
29 رواية أخرى في كيفية اسلامه 113
30 تنبيهات 1 - عدد موالية وأربابه 116
31 2 - حكاية دشت ارژن ومعجزة لأمير المؤمنين عليه السلام 117
32 3 - سنة تشرفه بشرف الاسلام 119
33 الباب الثاني: في انه من أهل بيت النبوة والعصمة وانه صار محمديا وعلويا بعد ان كان فارسيا وعجميا 122
34 معنى الغلو ودرجاته 124
35 بعض فضائل العجم 129
36 المراد من قولهم: (سلمان منا)، واحتمالاته وعدم اشتراك غيره في هذه المزية 135
37 اضطراب المانع من العمل بالرواية 141
38 تذنيب: في حفر الخندق وانه بإشارة سلمان 144
39 سبب قول الرسول: (سلمان منا) 149
40 الباب الثالث: في مقامه عند الله ورسوله والأئمة الطاهرين عليهم السلام 153
41 معنى الحوارى وحواري الأئمة عليهم السلام 157
42 تحقيق في سعيد بن المسيب 160
43 ذكر لأصحاب الصفة 169
44 أمر الله نبيه بحبه 173
45 كلام في معنى الحديث الغريب في مصطلح أهل الدراية 176
46 كلام في حفر الخندق 179
47 عهد كتبه رسول الله صلى الله عليه وآله لحي سلمان 179
48 مبدء تاريخ الهجرة وأسماء السنة قبل وضعه 182
49 الباب الرابع: فيما نزل فيه وفي أقرانه من الآيات البينات 185
50 توثيق إبراهيم بن هاشم 187
51 ذكر لثبيت مولى النبي صلى الله عليه وآله، وزيد بن أرقم 190
52 ذكر لعبيدة 192
53 ذكر لصهيب بن سنان 194
54 تحقيق في معنى السبق في (سلمان سابق الفرس) 195
55 الباب الخامس: في غزارة علمه وحكمته ومعرفته بالله ورسوله وأوليائه وانه علم مالا يحتمله غيره. 205
56 ذكر موسى والخضر عليهما السلام والطائر على شاطئ البحر 214
57 درجات الايمان 220
58 تحقيق لطيف في بيان قولهم: (لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله 222
59 معنى قولهم: (ان أمرنا صعب مستصعب) (الهامش) 228
60 ذكر للسيد الحميري 230
61 كلام حول ان سلمان ثاني من صنف 233
62 كلام حول تحريف كتاب الله (الهامش) 233
63 كلام في كتاب سلمان 236
64 كلام في ان مدار الفضل على العلم النافع 236
65 ذكر لربيع بن خيثم 240
66 ان سلمان أفضل من جميع الأمة بعد الأئمة عليهم السلام 242
67 الباب السادس: في انه يخبر عن الغيب 245
68 ذكر لوقعة الجمل 249
69 ذكر لزهير بن القين 252
70 ذكر لسرية خبط السلم من سرايا النبي صلى الله عليه وآله 254
71 ذكر لكربلاء وفضلها 256
72 ذكر لحروراء ووقعة النهروان 259
73 ذكر لبانقيا 261
74 ذكر الكوفة وفضلها 262
75 كلام حول غيبة القائم عليه السلام وبعض أحواله 264
76 بعض فضائل أمير المؤمنين عليه السلام 269
77 خطبة سلمان وشرحه 272
78 تفسير قوله تعالى: (لتركبن - الآية) 278
79 كلام في جري سنن المرسلين في القائم عليه السلام 280
80 ذكر لبني أمية وكلام في عدم صحة نسبتهم إلى عبد مناف 283
81 بعض علائم الظهور: 1 - القذف من السماء 285
82 2 - الخسف 287
83 3 - المسخ وسوء الخلق 288
84 4 - خروج السفياني 289
85 كلام حول العصمة ودلائل لزومه في الأنبياء والأئمة عليهم وتوجيه ما خالف ذلك 292
86 ذكر النفس الزكية ومن هو 300
87 ذكر لجيش السفياني والخراساني 303
88 ذكر في النداء في شهر رمضان والمقتول بظهر الكوفة 304
89 الباب السابع: في علمه بالاسم الأعظم الإلهي 307
90 مطلب في الاسم الأعظم وما عند الأنبياء منه 310
91 كلام حول انه كان محدثا عن ملك كان ينقر في اذنه 311
92 مطلب في المحدث وانه بالفتح من أوصاف الامام 313
93 الفرق بين المحدث والنبي والرسول 317
94 الباب الثامن: في ان الجنة مشتاقة إليه وانه أكل من طعامها ودخل في جنة الدنيا قبل وفاته 321
95 في اشتياق الجنة إليه والى عمار والمقداد 321
96 كلام في لفظ (العشق) 328
97 ذكر حديثين في صفات المؤمنين الكاملين 331
98 معجزة لأمير المؤمنين عليه السلام 339
99 مطلب يتعلق بالرياضي 343
100 كلام حول انه أكل من طعام الجنة ودخل في جنة الدنيا قبل وفاته 347
101 الباب التاسع: في بعض ما ظهر له من الكرامات، زيادة على ما مر في الباب السادس 349
102 ترجمة جعفر بن احمد بن علي القمي، المهمل في كتب الرجال 358
103 معنى خبر المسلسل وذكر بعض أخبار المسلسلات 362
104 الباب العاشر: في نبذ في طرايف فضائله وشرائف مناقبه ونوادر خصائصه 365
105 كلام حول معنى المتوسم وان سلمان من المتوسمين 367
106 في ان الصحيح ان النبي صلى الله عليه وآله أخا بينه وبين أبي ذر 373
107 كلام في ان سلمان خير من لقمان وأفضل من جعفر بن أبي طالب 374
108 كلام في ان حمزة أفضل الشهداء من الأولين والآخرين بعد الأنبياء والأوصياء 377
109 ذكر لبلال بن رياح 378
110 ذكر لخباب بن الأرت من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله 381
111 الباب الحادي عشر: في نبذ يسير وقليل من كثير مما رواه عن رسول الله وأمير المؤمنين عليهما السلام من الاخبار المتفرقة 385
112 ذكر مصنف كتاب ثاقب المناقب 446
113 معجزة لأمير المؤمنين عليه السلام 471
114 ما وقع بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله 478
115 ذكر كتاب سلمان الذي هو ثاني ما صنف في الاسلام 489
116 الباب الثاني عشر: في كلماته وحكمه ومواعظه واحتجاجاته وما يتعلق بذلك 513
117 ذكر نسب عمر بن الخطاب (الهامش) 521
118 ذكر حال كتاب جامع الاخبار 528
119 ذكر ما يتعلق بأيام الشهور 534
120 الباب الثالث عشر: في زهده وتواضعه مضافا إلى ما مر في الباب السابق 549
121 الباب الرابع عشر: في زوجاته وأولاده والرد على من أنكر ذلك 557
122 ذكر لحسين بن حمدان الحصيني وانه ضعيف لا يجوز الاعتماد على ما تفرد به 564
123 كلام حول مذهب العامة في عدم كون العجم كفوا للعرب في النكاح، وعداوة عمر العجم 567
124 ذكر كتاب معاوية إلى زياد بن أبيه في إيذاء العجم، وفيه فضلهم 567
125 ذكر بعض أحفاد سلمان 570
126 الباب الخامس عشر: في حاله بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وثباته في الدين وكيفية بيعته 573
127 كلام ارتداد حول ارتداد الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وذكر من ثبت على الدين 576
128 سلمان أفضل الأركان الأربعة وتوجيه ما خالف ذلك 581
129 كيفية بيعته 584
130 مذهب الامامية في الصحابة وان وصف الصحبة لا يصير بنفسه سببا لحسن المتصف بها 590
131 كلام حول مذهب العامة في تعديل جميعهم والرد عليهم ببيان مختصر 591
132 كلام حول ما أحدث الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وآله وأخبار النبي به 592
133 كلام لسعد التفتازاني في علة تنزيه العامة والصحابة 601
134 الباب السادس عشر: في كيفية وفاته وتاريخها وما ظهر من الكرامات عندها 603
135 ذكر بعض أحوال البرزخ وأهواله 608
136 كلام حول كيفية المسائلة في القبر وأحوال الملكين 628
137 الباب السابع عشر: فيما يتعلق بما بعد وفاته وما يقال عند زيارته وما يتعلق بذلك 633
138 رجوعه عند قيام قائم آل محمد عجل الله تعالى فرجه 635
139 زيارته 637
140 ذكر للمدائن 641
141 معجزة لأمير المؤمنين عليه السلام 643
142 خاتمة: في كيفية عمره وتغليظ المشهور من الجمهور، وانه لقى عيسى عليه السلام 647
143 تقريظات 652