ذلك ما وقع من نصير الملة والدين (1) من الترويج وإطفاء نائرة الكفر وطم (2) جيفة خلافة العباسيين واتصال ذلك بما ظهر من السلاطين الصفوية أنار الله برهانهم -، ومن عاصرهم من النواميس الحماة والمصابيح الكماة الذين بذلوا المهج وأناروا النهج من أهل إصفهان وقزوين وطبرستان وخراسان، ولو لم يكن فيهم إلا المولى عبد الله الشوشتري (3) وتلميذه المولى محمد تقي (4) وابنه غواص بحار الأنوار، لكفى العجم فخرا وشرافة، فارجع إلى تراجمهم وأحوالهم، و ولولا خوف الإطالة والخروج عن وضع الرسالة لذكرت من ذلك شطرا كاملا، ولكني أقول: متى احتاج النهار إلى دليل.
ثم إن هذا المد والصرف والإعطاء والمنع في كلام الرضا عليه السلام يترقى يوما فيوما ويتزايد شيئا فشيئا حتى يتصلف بظهور القائم عجل الله تعالى فرجه، فينحصر تتمة الألف الذين بهم انتصر الله لدينه على ما روى المسعودي في إثبات الوصية من: (إن الله عز وجل انتصر وينتصر لدينه منذ أول الدهر إلى آخره بألف رجل، فسأل عن تفصيلهم؟ فقال: ثلاثمأة وثلاثة عشر