نفس الرحمن في فضائل سلمان - ميرزا حسين النوري الطبرسي - الصفحة ١٣٠
ذلك ما وقع من نصير الملة والدين (1) من الترويج وإطفاء نائرة الكفر وطم (2) جيفة خلافة العباسيين واتصال ذلك بما ظهر من السلاطين الصفوية أنار الله برهانهم -، ومن عاصرهم من النواميس الحماة والمصابيح الكماة الذين بذلوا المهج وأناروا النهج من أهل إصفهان وقزوين وطبرستان وخراسان، ولو لم يكن فيهم إلا المولى عبد الله الشوشتري (3) وتلميذه المولى محمد تقي (4) وابنه غواص بحار الأنوار، لكفى العجم فخرا وشرافة، فارجع إلى تراجمهم وأحوالهم، و ولولا خوف الإطالة والخروج عن وضع الرسالة لذكرت من ذلك شطرا كاملا، ولكني أقول: متى احتاج النهار إلى دليل.
ثم إن هذا المد والصرف والإعطاء والمنع في كلام الرضا عليه السلام يترقى يوما فيوما ويتزايد شيئا فشيئا حتى يتصلف بظهور القائم عجل الله تعالى فرجه، فينحصر تتمة الألف الذين بهم انتصر الله لدينه على ما روى المسعودي في إثبات الوصية من: (إن الله عز وجل انتصر وينتصر لدينه منذ أول الدهر إلى آخره بألف رجل، فسأل عن تفصيلهم؟ فقال: ثلاثمأة وثلاثة عشر

(1) حجة الفرقة الناجية وفخر الشيعة الإمامية، أفضل الحكماء والمتكلمين سلطان العلماء والمحققين، علامة البشر والعقل الحادي عشر نصير الملة والدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي، ولد في طوس جمادى الأولى سنة 597 وتوفي 18 ذي الحجة سنة 672 ودفن في الكاظمين، أما تآليفه القيمة: تجريد الاعتقاد وشرح الإشارات، أساس الاقتباس وغيرها (2) طم البئر: سواها ودفنها.
(3) عز الدين مروج الملة والدين ومربي الفقهاء والمحدثين عبد الله بن الحسين الشوشتري، توفي في محرم سنة 1021، له كرامات مذكورة في كتب التراجم، من تلاميذه: المجلسي الأول وصاحب نقد الرجال، ومن أساتيذه المحقق الأردبيلي ومن تأليفاته: شرح القواعد وشرح الإرشاد.
(4) الشيخ الأجل الأكمل صاحب النفس القدسية والسمات الملكية والإلهامات الربانية وناشر أخبار الدينية المؤيد بالفيض القدسي محمد تقي بن المقصود علي الملقب بالمجلسي الأول، توفي سنة 1070 وله سبع وستون سنة، قال في البحار في حقه: (ذريعتي إلى الدرجات العلى ووسيلتي إلى مالك الهدى بعد أئمة الورى)، من مصنفاته الشريفة: شرحين على الفقيه والتهذيب وشرح على الزيارة الجامعة.
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست