(فيه) ما أوجب العمل به وهو غير مكشوف) (1).
الغطمطة: اضطراب موج البحر، والشزر: نظر الغضبان بمؤخر العين.
قال في البحار بعد نقل الخبر بالسند المذكور من الكتاب الذي أخذناه منه ظاهرا: (إن الخبر في غاية الغرابة ولا أعتمد عليه لعدم كونه مأخوذا من أصل معتبر وإن نسب إلى الصدوق - انتهى).
قلت: لا غرابة في طيران الفرس ولا في مشيه على البحر وسكون غليانه من نظره إليه، ولا في سيره من عالم إلى عالم، ولا في كون ناقة صالح في هذا المكان بتلك الهيئة، فإنها مما تدخل الجنة من الحيوانات، والصور تختلف وتتغير باختلاف العوالم، ولا في غير ذلك مما اشتمل عليه الخبر، إنما الغرابة في أمرين:
الأول: في كون البحر الأسود المغلي المشاهد في جنة الدنيا هو الذي غرق فيه فرعون، ولا بعد فيه، فإن مشاهدة من في هذا العالم وهو في جلابيب من الأعراض الكثيفة والأجساد العنصرية ما تجرد عن ذلك مما غاب عن النظر وحسر عن إبصاره البصر، كما كان لهم عليهم السلام من حيث مشاهدتهم الأرواح والملائكة أعجب من عكس ذلك، فإن هناك يكشف الغطاء عن البصر فلا يحجبه شئ إن كان يحجبه في هذا العالم كما في غيرهم عليهم السلام.
الثاني: في قوله عليه السلام: لقد سرت خمسين ألف فرسخ ودرت حول الدنيا عشرين ألف مرة - كما في نسختي من الكتاب -، وكذا نقله السيد الجليل السيد حسين بن الحسن الحسني ابن بنت المحقق الكركي في كتاب دفع المناواة، وتاريخ فراغه من هذا الكتاب سنة تسع وخمسين وتسعمأة، أو عشرين مرة - كما في المجلد الرابع عشر من البحار (2) -، أو عشرة مرات كما رأيته بخط المحدث الفاضل علم الهدى ابن مولى المحسن الكاشاني (3) في كتابه