النبي صلى الله عليه وآله ما قال الرضا عليه السلام لابن أسباط على ما رواه ثقة الإسلام في الكافي بسنده عن (علي بن) أسباط قال: (قلت للرضا عليه السلام: إن رجلا عني (1) أخاك إبراهيم فذكر له: إن أباك في الحياة وإنك تعلم من ذلك ما تعلم، فقال: سبحان الله يموت رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يموت موسى عليه السلام قد والله مضى كما مضى رسول الله صلى الله عليه وآله ولكن الله تبارك وتعالى لم يزل منذ قبض نبيه صلى الله عليه وآله هلم جرا، يمد هذا الدين (2) على أولاد الأعاجم ويصرفه عن قرابة نبيه صلى الله عليه وآله هلم جرا، فيعطى هؤلاء ويمنع هؤلاء - الخبر) (3).
وتلك الفضيلة للعجم ظاهرة لمن راجع السير والتواريخ، وأجال الطرف في أحوال العلماء المروجين الذين نشروا الأخبار والأحاديث التي بها قوام الدين وأن جلهم من العجم، من متقدميهم كالقميين والأهوازيين وأهل خراسان ومن تلاهم كمصنفي الكتب الأربعة، التي بها تدور رحى مذهب الشيعة وما يقرب منها في الاعتبار كساير كتب الصدوق والمحاسن للبرقي والبصائرين للصفار، وسعد بن عبد الله (4) القميين، والتفسيرين للقمي والعياشي، ثم من تلاهم ممن تأخر عن شيخ الطائفة كبني بويه وأهل طبرستان كصاحب بشارة المصطفى والمجمع والجوامع والاحتجاج ومكارم الأخلاق والمناقب (5) والراوندي وغيرهم، ممن جمعهم علي بن عبيد الله في المنتخب والميرزا عبد الله الإصفهاني (6) في رياض العلماء وغيرهما، ثم بعد