أقول: إعلم يا أخي، حفظ الله تعالى عليك دينك، وكمل بصيرتك ويقينك، إن ما رواه في هذا الكتاب هو بعينه ما نقلناه عن الراوندي - كما يظهر من اتحاد سند الحديثين في القصص والمنتقى -، وإنما زاد فيه مالا يشتبه على الألمعي البصير.
قوله في القصص: كنت صبيا لا أعلم من أمر الناس إلا ما أرى من المجوسية، لا ينافي ما قدمناه من طهارة ذيله عن لوث الشرك ونجاسة الكفر، وأما ما في السيرة: واجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار، فهو مما انفرد به، ولا ضير فيه بعد إخبار الصادقين عليهم السلام بخلافه، كما قيل:
إذا شئت أن تختر لنفسك مذهبا ينجيك يوم الحشر عن لهب النار فدع عنك قول الشافعي ومالك (2) وأحمد (3) والمروي عن كعب الأحبار ووال أناسا قولهم وحديثهم روى جدنا عن جبرئيل عن الباري وذكر في هذا الخبر: الشام والموصل ونصيبين وعمورية، بدل البلاد المذكورة:
فالشام: بلاد واسعة وناحية معروفة، طولها من الفرات إلى العريش نحو عشرين يوما، وعرضها من جبل الطي إلى بحر الروم، سميت بذلك لتشام (4) بني كنعان بن حام إليها، أو لأن سام بن نوح أول من نزلها، فجعلت