الباب الرابع والستون من توحيد الصدوق عنه عليه السلام: (إنهم كانوا اثنى عشر رجلا وكان أفضلهم وأعلمهم الوقا (١).) (٢) وفي تنكير لفظ المنادي في الأول والثاني وتعريفه في البقية، إشارة إلى تعدده وإن منادي حواري الني صلى الله عليه وآله غير منادي حواري الأوصياء من بعده، نظير قوله تعالى: (فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا) (٣)، ولما نزل خرج النبي صلى الله عليه وآله مسرورا فرحا وهو يضحك ويقول:
عسر بين يسرين، فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا) (٤)، فإن من القواعد المقررة: إن اللفظ إذا تكرر وكان الثاني معرفا يكون هو الأول، حملا للأم على العهدية، سواء كان الأول منكرا كقوله تعالى: ﴿أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول﴾ (5)، أم معرفا كالآية السابقة، صرح بذلك جملة منهم الشهيد في كفالة المسالك.
أقول: قال آية الله العلامة في القسم الأول من الخلاصة في ترجمة سعيد بن المسيب بعد ما نقل الرواية عن الكشي: (وهذه الرواية فيها توقف) (6)، وقال الشهيد رحمه الله فيما علقه عليها: (التوقف من حيث السند والمتن، أما السند فظاهر، وأما المتن فلبعد حال هذا الرجل عن مقام الولاية لزين العابدين عليه السلام فضلا عن أن يكون من حواريه، وإني لأعجب من إدخال هذا الرجل في هذا القسم مع ما هو المعلوم من حاله وسيرته ومذهبه في الأحكام الشرعية المخالفة لطريقة أهل البيت عليهم السلام، وقد كان بطريقة جهة أبي هريرة أشبه وحاله بروايته ادخل، والمصنف قدس سره نقل أقواله