وفاطمة سيدة نساء العالمين تخاطب سلمان مخاطبة الولد لوالده).
أقول: وما اشتملت عليه تلك الأخبار، مع غرابتها في نفسها، مخالف لما قدمنا: من أنه تزوج وكان له أولاد، ولعل تلك الأخبار مستند من أنكر تزويجه وقال: إنه كان مجبوبا، ممن أشار إليهم في مجالس المؤمنين (1)، وأنت خبير بان الحسين بن حمدان ضعيف جدا لا يجوز الاعتماد على ما تفرد به، سيما مع معارضته بالأخبار المعتبرة المعتضدة بالشهرة بين الأصحاب.
قال النجاشي: (الحسين بن حمدان الحضيني الجنبلاني، أبو عبد الله، كان فاسد المذهب) (2)، وزاد في الخلاصة: (كذابا صاحب مقالة، ملعون لا يلتفت إليه) (3)، وعن الغضائري مثله، وضعفه المجلسي في الوجيزة، ولو لم يضعفه أرباب الرجال لكان فيما ذهب إليه في هذا الكتاب كفاية في جرحه، فإنه ذكر بعد باب الإمام الثاني عشر، ومنه وصل إلينا من نسخة هذا الكتاب بابا ذكر فيه أبواب الأئمة، فقال: (باب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع الأئمة الراشدين عليهم السلام وعلى أبوابهم الذين يخرج منهم العلم إلى أهل توحيد الله ومعرفته، وهم اثنى عشر بابا لاثني عشر إماما:
فأولهم سلمان الفارسي وقيس بن ورقاء، وهو سفينة، ورشيد الهجري وأبو خالد عبد الله بن غالب الكابلي، ويحيى بن معمر أم الطويل اليماني، وجابر بن يزيد الجعفي، ومحمد بن أبي زينب الكاهلي، والمفضل بن عمر، ومحمد بن المفضل، وعمر بن الفرات، ومحمد بن نصير بن بكر النميري، وهو باب المهدي غائب بغيبته ويظهر بظهوره)، ثم ذكر لكل منهم بابا وروى في شأنهم أخبارا كثيرة وابن أبي زينب هو أبو الخطاب الملعون، ومحمد بن نصير هو رئيس النصيرية (4).