داني ز چه راقمان ديوان قديم گشتند كتف نگار آن در يتيم رو داشت چه نامه رسالت بعلى بر پشت زدند مهر او از تعظيم ثم إن في ذيل الرواية مطالب تأتي الإشارة إليها والتنبيه عليها، فلنرجع إلى المقصود ونقول:
روى الشيخ الثقة الجليل قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي في كتاب قصص الأنبياء مسندا عن الصدوق، عن أبي محمد عبد الله بن حامد، عن محمد بن يعقوب، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس، عن ابن إسحاق، عن عاصم بن عمرو بن قتادة، عن محمود بن أسد، عن ابن عباس، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: (كنت رجلا من أهل إصفهان، من قرية يقال لها: جي، وكان أبي دهقان أرضه، وكان يحبني حبا شديدا، يحبسني في البيت كما تحبس الجارية، وكنت صبيا لا أعلم من أمر الناس إلا ما أرى من المجوسية، حتى إن أبي بنى بنيانا وكان له ضيعة، فقال: يا بني شغلني من اطلاع الضيعة ما قد ترى، فانطلق إليها ومرهم بكذا وكذا، ولا تحبس عني، فخرجت أريد الضيعة فمررت بكنيسة النصارى فسمعت أصواتهم، فقلت: ما هذا؟ قالوا: هؤلاء النصارى يصلون، فدخلت أنظر، فأعجبني ما رأيت من حالهم فوالله ما زلت جالسا عندهم حتى غربت الشمس وبعث أبي في طلبي في كل وجه، حتى جئته حين أمسيت ولم أذهب إلى ضيعته، فقال أبي: أين كنت؟ قلت: مررت بالنصارى فأعجبني صلاتهم ودعائهم، فقال أي بني! إن دين آبائك خير من دينهم، فقلت: (لا والله) ما هذا بخير من دينهم، هؤلاء قوم يعبدون الله ويدعونه ويصلون به، وإنما أنت تعبد نارا أوقدتها بيدك، إذا تركتها ماتت، فجعل في رجلي حديدا وحبسني في بيت عنده، فبعثت إلى النصارى فقلت: أين أصل هذا الدين؟ قالوا:
بالشام، قلت: إذا قدم عليكم من هناك أناس فأذنوني، قالوا: نفعل، فبعثوا