سنان) (1) -، ولا يلزم أن يكون لكل من عنده كتاب وأصل طريق إلى صاحبه فيجوز أن يكون أخذ الحديث من الأصل أو من كتابه بعد المطابقة والرواة عنه للاتصال وأخرج الحديث من الارسال، ولم يشترطوا في هذا القسم ما اشترطوا في غيره في الوثاقة والعدالة والضبط فيمن يعمل بحديثه، ولذا ترى أن الشيخ رحمه الله بعد أخذه الأخبار من الكتب والأصول لم يلتزم في مشيخة المعدة لذكر أسانيده إلى مصنفيها بذكر طرق صحيحة مع وجودها كما يظهر من فهرسه، فإن غرضه مجرد الاتصال وعدم الحاجة إليه إلا لدخولها في المسانيد - على ما صرح به في أولها فراجع (2)، فافهم، فإن هذه دقيقة قد خفيت على مهرة هذا الفن، وعلى كل حال فلا أرى في العمل بروايات نصر بن الصباح بأسا.
ثم إنه لو كان غرض الكشي من ذكر غلو (نصر) هو تضعيف الرواية من جهته ومن جهة (إسحاق)، لكان الأولى رده لوجود (أحمد بن هلال) في هذا السند، فإنه هو العبرتائي الملعون الذي روى هو في حقه توقيعات في لعنه والبراءة منه، وفي أول أحدها: (احذروا الصوفي المتصنع) (3)، وفي بعضها: (ونحن نبرأ إلى الله من ابن هلال، لا رحمه الله ولا من لا يبرأ منه) (4)، وكلها مثل ذلك، وإنما أطلنا الكلام لفائدة تحتاج إليها في كثير من الأخبار الآتية.
وعن الإختصاص للمفيد رحمه الله قال: (بلغني (5) أن سلمان الفارسي رضي الله عنه دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم، فعظموه وقدموه وصدروه، إجلالا لحقه وإعظاما لشيبته واختصاصه بالمصطفى وآله، فدخل عمر فنظر إليه فقال: من هذا العجمي المتصدر فيما بين العرب؟
فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فخطب فقال: إن الناس من عهد