إحيائك العظم الرميم، وردك الشمس المنيرة والدجى قد أسبلا وخضوعها لك في الخطاب وقولها:
يا قادرا، يا آخرا، يا أولا وكلام أصحاب الرقيم وردهم منك السلام وما استنار وما انجلا وحديث سلمان ونصرته علي أسد الفلاة وعلم ما قد أشكلا ما يستفز ذوي النهى ويقل من أن يرتضى ويجل من أن يذهلا القصيدة وهي طويلة، وأما ما نظم بالفارسية فأكثر من أن تحصى.
وحدثني بعض أهل العلم أنه رأى تلك الحكاية في كتاب فوايح المسك، لبعض السادة من علماء القطيف، بنحو أبسط، وحاصلها: (إن النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام كانا قاعدين يأكلان الرطب وكان سلمان حاضرا، فرماه علي عليه السلام بنواة من رطب، فقال سلمان: يا رسول الله صلى الله عليك! إن عليا شاب يمزحني وأنا شيخ، فقال علي عليه السلام:
أتذكر دشت ارژن وقصة الأسد الذي جاء عند جنب النهر، وكنت عريانا فيه وهو ينتظر خروجك منه ليأكلك، وأنت متحير واقف في وسطه، إذ أتى فارس فصاح على الأسد فغاب، فخرجت منه ولبست ثوبك، فكم مضى من عمرك حينئذ؟ قال: سبعة عشر أو ثمانية عشر، فقال: أعرفت الفارس من هو، حيث أدركك؟ فقال: لا، فقال عليه السلام: كنت أنا الذي أدركتك، فقال: كان بين وبينه علامة، فقال عليه السلام: أتعرفها إن رأيتها؟ قال: نعم، فأخرج علي عليه السلام من كمه طاقة ورد جديد وأعطاه سلمان، فرآه غضا طريا بعد مأتين وخمسين سنة، فقال: نعم، هي تلك العلامة).