منتخب الأنوار المضيئة - السيد بهاء الدين النجفي - ج ١ - الصفحة ٣١٩
طبري، فيه ستون ومائة صرة من الدنانير والدراهم، على كل صرة ختم صاحبها.
قال سعد: (فشبهت مولانا - حين غشينا نور وجهه - ببدر) (1) قد استوفى من لياليه أربعا بعد عشر، وعلى فخذه الأيمن غلام يناسب المشتري في الخلقة والمنظر، على رأسه فرق بين فرقين (2) كأنه ألف بين واوين، وبين يدي مولانا (عليه السلام) (دواة وبيده بياض يكتب فيه، فلما فرغ من الكتاب بعد أن سلمنا عليه وألطف) (3) في الجواب وأومأ إلينا بالجلوس. فأخرج أحمد بن إسحاق جرابه من طي كسائه فوضعه بين يديه. فنظر (عليه السلام) إلى الغلام وقال: يا بني فض الخاتم عن هدايا شيعتك ومواليك.
قال: يا مولاي أيجوز أن أمد يدا طاهرة إلى هدايا نجسة، وأموال رجسة قد شيب (4) أحلها بأحرمها؟
فقال مولانا: يا ابن إسحاق استخرج ما في الجراب ليميز ما بين الأحل والأحرم. فأول صرة وقعت عليها يدا أحمد بن إسحاق فأخرجها، قال الغلام: هذه

١ - " بدل ما بين القوسين: " فما شبهت وجه مولانا أبي محمد (عليه السلام) حين غشينا نور وجهه إلا ببدر " كمال الدين ودلائل الإمامة.
٢ - " وفرتين " كمال الدين.
الفرق: الفلق من الشئ إذا انفلق منه، ومنه قوله تعالى: * (فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم) *. والوفرة: الشعر المجتمع على الرأس، وقيل: ما سال على الأذنين من الشعر. انظر " لسان العرب: ١٠ / 300 - فرق -، و ج 5 / 288 - وفر - ".
3 - بدل ما بين القوسين: " رمانة ذهبية تلمع بدائع نقوشها وسط غرائب الفصوص المركبة عليها، قد كان أهداها إليه بعض رؤساء أهل البصرة، وبيده قلم إذا أراد أن يسطر به على البياض شيئا قبض الغلام على أصابعه، فكان مولانا يدحرج الرمانة بين يديه ويشغله بردها كيلا يصده عن كتابة ما أراد، فسلمنا عليه، فألطف " كمال الدين ودلائل الإمامة.
4 - " أشيب " ح.
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»
الفهرست