منتخب الأنوار المضيئة - السيد بهاء الدين النجفي - ج ١ - الصفحة ٧٢
تقولون) (1) إن الحسن العسكري مات وابنه المهدي صغير لا يصح أن يقوم بأعباء الإمامة، فلا يكون على تقدير صحة وجوده إماما.
لأنا نقول: النبوة أعظم درجة من الإمامة، وقد نبي الله عيسى بن مريم وهو ابن ساعة واحدة. ألا ترى كيف أنكر بنو إسرائيل على مريم ف‍ * (قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا) * (2) ما كنا نظن أنك تفعلين مثل هذا الفعل الفظيع (3)، * (فأشارت إليه) * (4) فقالت: كلموا هذا الطفل، * (قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا) * (5) فأجابوها منكرين عليها: أرأيت طفلا يتكلم؟ * (قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا) * (6) فتكلم بالحكمة، وأثبت لنفسه النبوة.
وكذلك القول في يحيى بن زكريا، أثبت الله له الحكم في الكتاب وهو صبي فقال (7): * (وآتيناه الحكم صبيا) * (8) وهذا نص في الباب.
ولا يدفع الشك في إمامته إمامته، وإلا لدفع الشك في نبوة عيسى نبوته.
ولعمري أن الناس على قسمين: قسم شهدوا بوجوده بعد أبيه الحسن (عليه السلام)، وقسم نفوا ذلك. فأي الشهادتين أثبت وأولى بالقبول عند أهل العقول والمنقول؟ أليست شهادة النفي منفية لا يجب قبولها في الشريعة المحمدية.
ج (9): إنما دهى (10) مخالفونا في إمامة القائم وإمامة آبائه (عليهم السلام) فأنكروها، وزين لهم

١ - " إنهم يقولون " ح.
٢ - سورة مريم: ٢٧.
٣ - " الفضيع " أ. فظع الأمر - ككرم -: اشتدت شناعته وجاوز المقدار في ذلك. " القاموس:
٣ / ٩٠ - فظع - ".
٤ - سورة مريم: ٢٩.
٥ - سورة مريم: ٢٩.
٦ - سورة مريم: ٣٠.
٧ - ليس في " أ ".
٨ - سورة مريم: ١٢.
9 - " الثالث " ح.
10 - دهاه دهيا، ودهاه: نسبه إلى الدهاء أو عابه وتنقصه. " القاموس: 4 / 477 - الدهي - ".
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست