لهجا (1) بجمع الكتب المشتملة على غوامض العلوم ودقائقها، كلفا (2) [باستظهار] (3) ما يصح من حقائقها، مغرما (4) بحفظ مشتبهها ومستغلقها، شحيحا على ما أظفر به من معاضلها ومشكلاتها، متعصبا لمذهب الإمامية، راغبا عن الأمن والسلامة في إيثار التنازع والتخاصم والتعادي والتشاتم، عيابا لفرق ذي الخلاف، كشافا عن مثالب (5) أئمتهم، هتاكا لحجب قادتهم، إلى أن بليت بأشد النواصب منازعة، وأطولهم مخاصمة، وأكثرهم جدالا، وأسبغهم (6) سؤالا، وأثبتهم على الباطل قدما.
فقال ذات يوم وأنا أناظره: تبا لك يا سعد ولأصحابك! إنكم معاشر الرافضة تقصدون على المهاجرين والأنصار بالطعن عليهما، وتجحدون من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولايتهما.
هذا الصديق الذي فاق (7) جميع الصحابة بشرف سوابقه، أما (8) علمتم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما أخرجه مع نفسه إلى الغار، إلا علما منه أن الخلافة له من بعده، وأنه (المقلد أمر) (9) التأويل، والملقى إليه أزمة التنزيل، وعليه المعول في شعب