منتخب الأنوار المضيئة - السيد بهاء الدين النجفي - ج ١ - الصفحة ١٣١
فقلت: لا، يا مولاي! بل سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد، ويملأها عدلا.
فقال: يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني، وبعده ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم، المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لطول الله ذلك اليوم حتى يملأها عدلا وقسطا، كما ملئت جورا وظلما.
وأما متى، فسؤال عن الوقت، وقد حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه أن النبي (صلى الله عليه وآله) قيل له: يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك؟
قال: مثله كمثل الساعة، لا يجليها لوقتها إلا هو لا تأتيكم إلا بغتة (1). (2) وأما الجواد (عليه السلام):
فمن ذلك ما جاز لي روايته عن السيد هبة الله المذكور، أنه قال لعبد العظيم (3):

١ - قال الله تعالى في سورة الأعراف: ١٨٧: * (يسئلونك عن الساعة أيان مرسيها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة - الآية) *.
٢ - كمال الدين: ٣٧٢ ح ٦، والعيون: ٢ / ٢٦٩ ح ٣٥، وكفاية الأثر: ٢٧١ وص ٢٧٢ مثله، عنها البحار: ٥١ / ١٥٤ ح ٤.
٣ - أبو القاسم عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) - المدفون بالري، ومزاره معروف - من أصحاب الجواد والهادي (عليهما السلام).
قال الصدوق في الفقيه: ٢ / ١٢٨ ذيل ح ٨ عند ذكره: " وكان مرضيا - رضي الله عنه - " وكذا في ج ٤ / ٤٦٨ (المشيخة).
وفي رجال النجاشي: ٢٤٧ رقم 653: " له كتاب خطب أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله: حدثنا جعفر بن محمد أبو القاسم قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي قال: كان عبد العظيم ورد الري هاربا من السلطان، وسكن سربا في دار رجل من الشيعة في سكة الموالي، وكان (فكان) يعبد الله في ذلك السرب، ويصوم نهاره ويقوم ليله، وكان (فكان) يخرج مستترا فيزور القبر المقابل قبره، وبينهما الطريق، ويقول: هو قبر رجل من ولد موسى بن جعفر (عليه السلام). فلم يزل يأوي إلى ذلك السرب، ويقع خبره إلى الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمد (عليهم السلام) حتى عرفه أكثرهم.
فرأى رجل من الشيعة في المنام رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال له: إن رجلا من ولدي يحمل من سكة الموالي ويدفن عند شجرة التفاح، في باغ عبد الجبار بن عبد الوهاب - وأشار إلى المكان الذي دفن فيه - فذهب الرجل ليشتري الشجرة ومكانها من صاحبها، فقال له: لأي شئ تطلب الشجرة ومكانها؟ فأخبر بالرؤيا. فذكر صاحب الشجرة أنه كان رأى مثل هذه الرؤيا، وأنه قد جعل موضع الشجرة مع جميع الباغ وقفا على الشريف والشيع يدفنون فيه. فمرض عبد العظيم ومات (رحمه الله)، فلما جرد ليغسل وجد في جيبه رقعة فيها ذكر نسبه، فإذا فيها: أنا أبو القاسم عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست