شربه قال: هيؤوني للصلاة - وكانت صلاة الغداة يوم الجمعة -، فطرح في حجره منديل فوضأه الصبي واحدة واحدة، ومسح على رأسه وقدميه.
فقال له: أبشر يا بني فأنت (1) صاحب الزمان، وأنت المهدي، وأنت حجة الله في أرضه، وأنت ولدي ووصيي ووارثي، وأنت محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، ولدك رسول الله وبشر بك، وأنت خاتم الأئمة المعصومين وسماك وكناك، بذلك عهد إلي أبي عن آبائك الطاهرين، وصلى الله على أهل البيت، إنه حميد مجيد. ومات الحسن (عليه السلام) من وقته. عليهم السلام أجمعين. (2) ومما صح لي روايته عن محمد الصدوق بن بابويه (رحمه الله) يرفعه إلى أحمد بن إسحاق بن سعد (3) الأشعري قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (عليهما السلام)، وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده، فقال لي مبتدئا: يا أحمد بن إسحاق إن الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض (4) منذ خلق آدم (عليه السلام) ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة لله على خلقه، يدفع الله به البلاء عن أهل الأرض وينزل به الغيث ويخرج به بركات الأرض.
قال: فقلت له: يا ابن رسول الله فمن الخليفة والإمام بعدك؟
فنهض (عليه السلام) مسرعا فدخل البيت، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأن وجهه القمر