وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي، فكالانتفاع بالشمس إذا غشيها (1) عن الأبصار السحاب. وإني أمان في غيبتي لأهل الأرض، كما أن النجوم أمان لأهل السماء.
فاغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم (2)، ولا تكلفوا علم ما قد كفيتم، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن في ذلك فرجكم، والسلام (3) على من اتبع الهدى. (4) وبالطريق المذكور، يرفعه إلى محمد بن إبراهيم (5) أنه ورد العراق شاكا مرتادا، فخرج إليه: قل للمهزياري: قد فهمنا ما حكيته عن موالينا بناحيتكم فقل لهم: إن الله تعالى ذكر في كتابه * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * (6) أمركم بطاعة ولاة أمره، فهل الأمر إلا بما هو كائن إلى يوم القيامة، أولم تروا أن الله عز وجل جعل لكم معاقل تأوون إليها وأعلاما تهتدون بها، من لدن آدم (عليه السلام) (7) إلى أن ظهر الماضي (عليه السلام)، كلما غاب علم بدا علم، وإذا أفل نجم طلع نجم، فلما قبضه الله عز وجل إليه ظننتم أن الله قد قطع السبب بينه وبين خلقه.