(بوجوه) ثلاثة (الأول ما مر) من (أن إثبات القدماء كفروا به كفرت النصارى والجواب ما مر) أيضا (من أن الكفر إثبات ذوات قديمة لا) إثبات (ذات) واحدة (وصفات) قدماء (الثاني عالميته وقادريته واجبة فلا تحتاج إلى الغير والجواب أن العالمية عندنا) يعني نفاة الأحوال (أوليس أمرا وراء قيام العلم به فيحكم) بالنصب على الجواب النفي (عليها بأنها واجبة) والحاصل أن العلم صفة قائمة بذاته تعالى وليس هناك صفة أخرى تسمى عالمية حتى يصح الحكم عليها بأنها واجبة فلا تكون محتاجة معللة بالعلم (وإن سلم) ثبوت العالمية (فالمراد بوجوبها إن كان امتناع خلو الذات عنها فذلك لا
يمنع استنادها إلى صفة أخرى واجبة) أيضا بهذا المعنى أعني صفة العلم (فإنه نفس المنازع فيه) بيننا إذ نحن نجوزه وأنتم لا تجوزونه (وإن أردتم أنها) أي العالمية (واجبة لذاتها فبطلانه ظاهر) فإن الصفة في حد ذاتها محتاجة إلى موصوفها فيمتنع اتصافها بالوجوب الذاتي (الثالث صفته تعالى صفة كمال فيلزم) على تقدير قيام صفة زائدة به (أن يكون) هو (ناقصا لذاته مستكملا بغيره) الذي هو تلك الصفة (وهو باطل اتفاقا والجواب إن أردتم باستكماله بالغير ثبوت صفة الكمال) الزائدة على ذاته لذاته (فهو جائز عندنا وهو المتنازع فيه وإن أردتم) به (غيره) أي غير المعنى الذي ذكرناه (فصوروه) أولا حتى نفهمه (ثم بينوا لزومه) لما ادعيناه وملخصه إن المحال هو استفادته صفة كمال من غيره لا اتصافه لذاته بصفة كمال هي غيره واللازم من مذهبنا هو الثاني دون الأول لكن يتجه أن يقال تأثيره تعالى في صفة القدرة مثلا
____________________
تفصيل يأتي في كل مسئلة فلا معنى لذكر أدلتهم قبل تحرير مدعاهم اللهم إلا أن يقال قوله فيما سبق والمعتزلة معطوف على الفلاسفة في قوله وذهبت الفلاسفة ويكون قوله لهم تفصيل حالا منه فيفهم حينئذ مشاركة المعتزلة للفلاسفة في نفي الصفات الموجودة الزائدة وإن كان لهم تفصيل يأتي في كل مسألة هذا وإنما قدر الشارح والشيعة موافقا لما في الابكار إشارة إلى أن المصنف إنما تركه لاشتراكهما في الوجوه الثلاثة فكأن ذكر أحدهما ذكر الآخر (قوله الثاني عالميته وقادريته) الاكتفاء بهما لدلالة السياق على أن المراد هو التمثيل والمراد عالميته وقادريته وكذا سائر أحواله فيكون هذا الدليل أيضا نفيا للصفات على وجه عام (قوله والجواب أن العالمية) إن أرادوا بهذا الاستدلال إلزام قدماء الأشاعرة حيث قالوا العالمية في الشاهد معللة بالعلم فكذا في الغائب لم يتجه هذا الجواب المنفي لكن قد عرفت ما في مثله من البعد (قوله وأن سلم ثبوت العالمية) الأنسب إني قول وأن سلم أنها أمر وراء الخ (قوله فيمتنع اتصافها بالوجوب الذاتي) وأيضا العالمية إنما تكون واجبة لذاتها إذا كانت موجودة وهم لا يقولون به وإلا لزم وجود الصفة الزائدة (قوله لكن يتجه الخ) قال الأستاذ المحقق ذاته تعالى ليست بفاعلة لصفاته حتى يلزم أن يكون تعالى موجبا بالذات بالنسبة إليها دون غيرها أو مختارا إذ علة الافتقار عندهم هو الحدوث