شرح المواقف - القاضى الجرجانى - ج ٨ - الصفحة ٤٥
(زائدة على ذاته (فهو عالم بعلم قادر بقدرة مريد بإرادة وعلى هذا) القياس فهو سميع بسمع بصير ببصر حي بحياة (وذهبت الفلاسفة والشيعة إلى نفيها) أي نفي الصفات الزائدة على الذات فقالوا هو عالم بالذات وقادر بالذات وكذا سائر الصفات (مع خلاف للشيعة في إطلاق الأسماء الحسنى عليه) فمنهم من لم يطلق شيئا منها عليه ومنهم من لم يجوز خلوه عنها (والمعتزلة لهم) في الصفات (تفصيل يأتي في كل مسألة) مسألة من مباحثها (احتجت) الأشاعرة على ما ذهبوا إليه (بوجوه) ثلاثة (الأول ما اعتمد عليه القدماء) من الأشاعرة (وهو قياس الغائب على الشاهد فإن العلة واحدة والشرط لا يختلف غائبا وشاهدا) ولا شك أن علة كون الشئ عالما في الشاهد هو العلم فكذا في الغائب وحد العالم ههنا من قام به العلم فكذا حده هناك وشرط صدق المشتق على واحد منا ثبوت أصله له فكذا شرطه فيمن غاب عنا وقس على ذلك سائر الصفات (وقد عرفت ضعفه) في المرصد الأخير من الموقف الأول (كيف والخصم) أي القائس كما وقع في كلام الآمدي (قائل) ومعترف (باختلاف مقتضي الصفات شاهدا وغائبا) فإن القدرة في الشاهد لا يتصور فيها لإيجاد بخلافها في الغائب والإرادة فيه لا تخصص بخلاف إرادة الغائب وكذا الحال في باقي الصفات فإذا وجد في أحدهما لم يوجد في الآخر فلا يصح القياس أصلا كيف (وقد يمنع ثبوتها)
____________________
خطابتهم القبيحة متزائدا إلى كماله (قوله فمنهم من لم يطلق شيئا منها عليه) لا يخفى أن عدم الاطلاق مع وروده في القرآن المجيد والأحاديث الصحيحة من آثار الجهل ثم الأنسب أن يقول بدل قوله ومنهم من لم يجوز خلوه عنها ومنهم من أطلق كلا منها عليه تعالى (قوله والمعتزلة لهم في الصفات تفصيل) قال في حواشي التجريد مذهب قدماء المعتزلة إن الصفات ليست بموجودة ولا معدومة وهؤلاء مثبتوا الأحوال والمشهور بإثباتهم البهشمية وأنهم قد أثبتوا لله تعالى أحوالا خمسة من جملتها الألوهية المميزة لذاته تعالى عن غيره ومذهب المحدثين من المعتزلة موافقة الحكماء في نفي الصفات القديمة والقول بأنها عين الذات (قوله وشرط صدق المشتق على واحد منا ثبوت أصله) فيه أن اللازم من هذا كون الصفات أمورا وراء الذات وأما إنها أمور موجودة على ما هو المدعى في هذا المقام فلا يثبت بهذا والجواب بظهور أن العلم وكذا لقدرة مثلا وغيرهما أوليس من الأمور الاعتبارية العقلية التي لا وجود لها في الأعيان وإلا لم يتمايز الآن المعدومات غير متمايزة كما سبق وإذ لا حال تعين وجودها يدفعه أن جمهور المتكلمين ذهبوا إلى أن العلم إضافة محضة ولا شك أن الإضافة عندهم من الاعتبارات العقلية ودعوى أن علم الله تعالى من المعاني الحقيقة وإن لم يكن علم الممكن كذلك دون إثباتها خرط القتاد (قوله في المرصد الأخير الخ) حيث قال ثمة وهو مشكل لجواز كون خصوصية الأصل شرطا أو خصوصية الفرع مانعا (قوله كما وقع في كلام الآمدي) إيماء إلى أنه الأظهر لأن المتبادر من لفظ الخصم ههنا نفاة الصفات مع أن المراد به الأشاعرة (قوله والإرادة فيه لا تخصص) أي لا تخصص إيجاد أحد المقدورين لأن القدرة غير مؤثرة عندنا (قوله وكذا الحال في
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الموقف الخامس في الإلهيات 2
2 المرصد الأول في الذات وفيه مقاصد 2
3 المقصد الأول 2
4 المقصد الثاني 14
5 المقصد الثالث 18
6 المرصد الثاني وفيه مقاصد 19
7 المقصد الأول 19
8 المقصد الثاني 25
9 المقصد الثالث 26
10 المقصد الرابع 27
11 المقصد الخامس 28
12 المقصد السادس 31
13 المرصد الثالث في توحيده تعالي 39
14 المرصد في الرابع في الصفات الوجودية 44
15 المقصد الأولى في اثبات الصفات 44
16 المقصد الثاني في قدرته 49
17 المقصد الثالث 64
18 المقصد الرابع 80
19 المقصد الخامس 81
20 المقصد السادس 87
21 المقصد السابع 91
22 المقصد الثامن 104
23 المرصد الخامس وفيه مقصدان 115
24 المقصد الأول 115
25 المقصد الثاني 143
26 المرصد السادس في أفعاله تعالى 145
27 المقصد الأول 145
28 المقصد الثاني 159
29 المقصد الثالث 168
30 المقصد الرابع 173
31 المقصد الخامس 181
32 المقصد السادس 195
33 المقصد السابع 200
34 المقصد الثامن 202
35 المرصد السابع في أسماء الله تعالي 207
36 المقصد الأول 207
37 المقصد الثاني 209
38 المقصد الثالث 210
39 الموقف السادس في السمعيات 217
40 المرصد الأول في النبوات 217
41 المقصد الأول 217
42 المقصد الثاني 222
43 المقصد الثالث 230
44 المقصد الرابع 243
45 الكلام علي القرآن 243
46 المقصد الخامس 263
47 المقصد السادس 280
48 المقصد السابع 281
49 المقصد الثامن 283
50 المقصد التاسع 288
51 المرصد الثاني في المعاد وفيه مقاصد 289
52 المقصد الأول 289
53 المقصد الثاني في حشر الأجسام 294
54 المقصد الثالث 298
55 المقصد الرابع 301
56 المقصد الخامس 303
57 المقصد السادس 306
58 المقصد السابع 309
59 المقصد الثامن 312
60 المقصد التاسع 312
61 المقصد العاشر 314
62 المقصد الحادي عشر 317
63 المقصد الثاني عشر 320
64 المرصد الثاني في الأسماء وفيه مقاصد 322
65 المقصد الأول 322
66 المقصد الثاني 330
67 المقصد الثالث 331
68 المرصد الرابع في الإمامة 344