شرح المواقف - القاضى الجرجانى - ج ٨ - الصفحة ٣٢٥
قوله تعالى الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) فإنه يستفاد منه اجتماع الإيمان مع الظلم وإلا لم يكن لنفي اللبس فائدة ومن المعلوم إن الشئ لا يمكن اجتماعه مع ضده ولا مع ضد جزئه فثبت إن الإيمان أوليس فعل الجوارح ولا مركبا منه فيكون فعل القلب وذلك أما التصديق وأما المعرفة والثاني باطل لأنه خلاف الأصل لاستلزامه النقل وقد عرفت بطلانه (فإن قيل فلم لا تجعلونه التصديق باللسان) يريد إنكم إذا أنبتم النقل عن المعنى اللغوي وجب عليكم أن تجعلوا الإيمان عبارة عن التصديق باللسان كما هو مذهب الكرامية (فإن أهل اللغة لا يعلمون من التصديق إلا ذلك قلنا لو فرض عدم وضع صدقت لمعنى) بل كان مهملا (أو) فرض (وضعه لمعنى غير التصديق لم يكن المتلفظ به) على ذلك التقدير (مصدقا) بحسب اللغة (قطعا فالتصديق إما معنى هذه اللفظة أو هذه اللفظة لدلالتها على معناها) وأياما كان (فيجب الجزم بعلم العقلاء) من أهل اللغة (ضرورة بالتصديق القلبي) فكيف يقال إنهم لا يعلمون إلا اللساني (ويؤيده) أي يؤيد إن الإيمان أوليس فعل اللسان بل فعل القلب (قوله تعالى ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين وقوله قالت الأعراب آمنا الآية (فقد أثبت في هاتين الآيتين التصديق اللساني ونفي الإيمان فعلم أن المراد به التصديق القلبي دون اللساني (احتج الكرامية بأنه تواتر أن الرسول عليه السلام والصحابة والتابعين كانوا يقنعون بالكلمتين ممن أتى بهما ولا يستفسرون عن علمه وتصديقه القلبي (وعمله فيحكمون بإيمانه بمجرد الكلمتين) فعلمنا أنه الإيمان بلا علم وعمل (الجواب معارضته بالإجماع على أن المنافق كافر) مع إقراره باللسان وتلفظه بالشهادتين (و) معارضته (بنحو قوله تعالى قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا و) حله بأن يقال (لا نزاع في أنه) أي التصديق اللساني (يسمي إيمانا لغة) لدلالته على التصديق القلبي (و) لا في (أنه يترتب عليه) في الشرع (أحكام الإيمان ظاهرا) فإن الشارع جعل مناط الأحكام الأمور الظاهرة المنضبطة والتصديق القلبي أمر خفي لا يطلع عليه بخلاف الاقرار باللسان فإنه مكشوف بلا سترة فيناط به الأحكام الدنيوية (وإنما النزاع فيما بينه وبين الله) النزاع في الإيمان الحقيقي
____________________
ظواهرهم من الاقرار والإتيان بالعمل الدالين ظاهرا على التصديق وبنفي اللبس بالظلم أن لا يكونوا منافقين أو يقال معنى ولم يلبسوا إيمانهم بظلم لم يكفروا بعد الإيمان ولم يرجعوا عنه (قوله الجواب معارضة بالإجماع الخ) المعارضتان إنما تتوجهان على ما نقلته من المقاصد وأما على ما نقلته من تفسير القاضي فلا
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الموقف الخامس في الإلهيات 2
2 المرصد الأول في الذات وفيه مقاصد 2
3 المقصد الأول 2
4 المقصد الثاني 14
5 المقصد الثالث 18
6 المرصد الثاني وفيه مقاصد 19
7 المقصد الأول 19
8 المقصد الثاني 25
9 المقصد الثالث 26
10 المقصد الرابع 27
11 المقصد الخامس 28
12 المقصد السادس 31
13 المرصد الثالث في توحيده تعالي 39
14 المرصد في الرابع في الصفات الوجودية 44
15 المقصد الأولى في اثبات الصفات 44
16 المقصد الثاني في قدرته 49
17 المقصد الثالث 64
18 المقصد الرابع 80
19 المقصد الخامس 81
20 المقصد السادس 87
21 المقصد السابع 91
22 المقصد الثامن 104
23 المرصد الخامس وفيه مقصدان 115
24 المقصد الأول 115
25 المقصد الثاني 143
26 المرصد السادس في أفعاله تعالى 145
27 المقصد الأول 145
28 المقصد الثاني 159
29 المقصد الثالث 168
30 المقصد الرابع 173
31 المقصد الخامس 181
32 المقصد السادس 195
33 المقصد السابع 200
34 المقصد الثامن 202
35 المرصد السابع في أسماء الله تعالي 207
36 المقصد الأول 207
37 المقصد الثاني 209
38 المقصد الثالث 210
39 الموقف السادس في السمعيات 217
40 المرصد الأول في النبوات 217
41 المقصد الأول 217
42 المقصد الثاني 222
43 المقصد الثالث 230
44 المقصد الرابع 243
45 الكلام علي القرآن 243
46 المقصد الخامس 263
47 المقصد السادس 280
48 المقصد السابع 281
49 المقصد الثامن 283
50 المقصد التاسع 288
51 المرصد الثاني في المعاد وفيه مقاصد 289
52 المقصد الأول 289
53 المقصد الثاني في حشر الأجسام 294
54 المقصد الثالث 298
55 المقصد الرابع 301
56 المقصد الخامس 303
57 المقصد السادس 306
58 المقصد السابع 309
59 المقصد الثامن 312
60 المقصد التاسع 312
61 المقصد العاشر 314
62 المقصد الحادي عشر 317
63 المقصد الثاني عشر 320
64 المرصد الثاني في الأسماء وفيه مقاصد 322
65 المقصد الأول 322
66 المقصد الثاني 330
67 المقصد الثالث 331
68 المرصد الرابع في الإمامة 344