المشخصة والوقت أوليس منها ضرورة إن زيدا الموجود في هذه الساعة هو) بعينه (الموجود قبلها بحسب الأمر الخارجي) أي بحسب الأمر المعتبر في وجوده في الخارج لا تفاوت ولا تغاير في ذلك فلو كان الوقت من المشخصات المعتبرة في وجوده خارجا لكان هو في كل وقت شخصا آخر وهو باطل قطعا (وما يقال إنا نعلم بالضرورة إن الموجود مع قيد كونه في هذا الزمان غير الموجود مع قيد كونه قبل هذا الزمان فأمر وهمي والتغاير) الذي يحكم به في هذه الصورة (إنما هو بحسب الذهن) والاعتبار (دون الخارج ويحكى أنه وقع هذا البحث لابن سينا مع أحد تلامذته وكان) ذلك التلميذ (مصرا على التغاير) بحسب الخارج بناء على أن الوقت من العوارض المشخصة (فقال) ابن سينا (له إن كان الأمر على ما تزعم فلا يلزمني الجواب لأني غير من كان يباحثك) وأنت أيضا غير من كان يباحثني (فبهت) التلميذ (وعاد إلى الحق واعترف بعدم التغاير في الواقع) وبأن الوقت أوليس من المشخصات (ولئن سلمنا إن هذا الوقت داخل في العوارض) المشخصة (وإنه) أي المعدوم (معاد بوقته الأول فلم قلتم إن الواقع في وقته الأول يكون) مطلقا (مبتدأ) حتى يلزم كونه مبتدأ ومعادا معا (وإنما يكون كذلك إن لو لم يكن وقته) أيضا (معادا معه) وبعبارة أخرى الواقع في وقته الأول إنما يكون مبتدأ إذا لم يكن مسبوقا بحدوث آخر أما إذا كان مسبوقا به فيكون معادا إلا مبتدأ * (الثاني لو) أمكن الإعادة و (فرضنا أعادته بعينه والله قادر على إيجاد مثله مستأنفا) بلا شبهة (فلنفرضه) أيضا (موجودا) مع ذلك المعاد (وحينئذ لا يتميز المعاد عن المستأنف ويلزم الاثنينية بدون الامتياز) بين ذينك الاثنين (وهو ضروري البطلان * الجواب
منع عدم التمايز حينئذ) بين المعاد والمستأنف المذكورين (بل يتمايزان بالهوية) أي بالعواض المشخصة مع الاتحاد في الماهية (كما يتمايز مبتدأ عن مبتدأ مع التماثل) في الحقيقة (وكل اثنين) متماثلين (متمايزان بالهوية سواء كانا مبتدأين أو معادين أو أحدهما
____________________
غير المقيد بآخر وهذا القدر يكفي لصحة التخلل وإن أريد به أنه لا يندفع به التخلل فيهما وإن كان مع تغاير ما فبطلانه ممنوع (قوله لكان هو في كل وقت شخصا آخر) قيل هذا إنما يرد لو ادعى أن الوقت مطلقا من المشخصات أما لو ادعى أن زمان الحدوث منها دون زمان البقاء فلا يرد هذا ولا إلزام الشيخ لتلميذه والفرق ظاهر فإن لزمان الحدوث دخلا في سعادة الشئ ونحوسته ولذا يتحرى طيب الوقت في بداية الأمور كالخروج إلى السفر وبداية الكتب ونحوهما لا في زمان بقائها ومنشأ اختلاف العوارض عندهم قد يجعل منشأ لتغاير الذات كالفصول والصور النوعية وأجيب بأنه مع أنه كلام على السند مدفوع بأن المعتبر في الوجود