شرح المواقف - القاضى الجرجانى - ج ٨ - الصفحة ١٩٦
قال بقبح بعض الأفعال منه ووجوب بعضها عليه (و) نحن (قد أبطلنا حكمه وبينا) فيما تقدم (إنه تعالى الحاكم فيحكم ما يريد) ويفعل ما يشاء لا وجوب عليه كما لا وجوب عنه ولا استقباح منه (و) أما (المعتزلة) فإنهم (أوجبوا عليه) تعالى (بناء على أصلهم أمورا) فنذكرها هنا ونبطلها بوجوه مخصوصة بها وإن كان إبطال أصلها كافيا في إبطالها (الأول اللطف وفسروه بأنه) الفعل (الذي يقرب العبد إلى الطاعة ويبعده عن المعصية) ولا ينتهي إلى حد الالجاء (كبعثة الأنبياء فإنا نعلم) بالضرورة (أن الناس معها أقرب إلى الطاعة وأبعد عن المعصية فيقال لهم هذا) الدليل الذي تمسكتم به في وجوب اللطف (ينتقض بأمور لا تحصى فإنا نعلم أنه لو كان في كل عصر نبي وفي كل بلد معصوم يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر وكان حكام (الأطراف مجتهدين متفقين لكان لطفا وأنتم لا توجبونه) على الله تعالى (بل نجزم بعدمه) فلا يكون واجبا عليه (الثاني) من الأمور التي أوجبوها (الثواب على الطاعة لأنه مستحق للعبد) على الله بالطاعة فالإخلال به قبيح وهو ممتنع عليه تعالى وإذا كان تركه ممتنعا كان الإتيان به واجبا (ولأن التكليف أما لا لغرض وهو عبث وأنه لجد قبيح) خصوصا بالنسبة إلى الحكيم تعالى (وأما لغرض أما عائد إلى الله تعالى وهو منزه عنه أولي العبد أما في الدنيا وإنه مشقة بلاحظ وأما في الآخرة وهو أما اضراره هو باطل إجماعا) وقبيح من الجواد الكريم (وأما نفعه وهو المطلوب) لأن إيصال ذلك النفع واجب لئلا يلزم نقض الغرض (فيقال لهم الطاعة) التي كلف بها لا تكافئ النعم السابقة لكثرتها وعظمها وحقارة أفعال العبد وقلتها بالنسبة إليها وما ذلك إلا كمن يقابل نعمة الملك عليه مما لا يحصره بتحريك أنملته فكيف يحكم العقل بإيجابه الثواب عليه) واستحقاقه إياه (وأما التكليف فنختار أنه لا لغرض) ولا استحالة فيه كما سيجئ عن قريب (أو) هو (لضر قوم) كالكافرين (ونفع آخرين) كالمؤمنين (كما هو الواقع أو أوليس ذلك على سبيل الوجوب) بل هو تفضل على الأبرار وعدل بالنسبة إلى الفجار (الثالث) من تلك الأمور (العقاب على
____________________
في حكم الله تعالى فالأمر أظهر (قوله أوجبوا عليه تعالى) فسروا الوجوب العقلي بما يستحق تاركه الذم عند العقل وبما يلزم صدوره لإخلال تركه بالحكمة ورد على الأول بأنه المالك مطلقا فلا يستحق الذم بالتصرف في ملكه وعلى الثاني بأن له تعالى في كل ترك مصالح لا تحصى فلا يخل بالحكمة على أنه لا معنى للزوم إلا عدم التمكن من الترك وهو ينافي الاختيار فتأمل (قوله وإنه مشقة بلاحظ) لك أن تقول إنه مشقة لكن لم لا يجوز أن يحصل به عوض دنيوي
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الموقف الخامس في الإلهيات 2
2 المرصد الأول في الذات وفيه مقاصد 2
3 المقصد الأول 2
4 المقصد الثاني 14
5 المقصد الثالث 18
6 المرصد الثاني وفيه مقاصد 19
7 المقصد الأول 19
8 المقصد الثاني 25
9 المقصد الثالث 26
10 المقصد الرابع 27
11 المقصد الخامس 28
12 المقصد السادس 31
13 المرصد الثالث في توحيده تعالي 39
14 المرصد في الرابع في الصفات الوجودية 44
15 المقصد الأولى في اثبات الصفات 44
16 المقصد الثاني في قدرته 49
17 المقصد الثالث 64
18 المقصد الرابع 80
19 المقصد الخامس 81
20 المقصد السادس 87
21 المقصد السابع 91
22 المقصد الثامن 104
23 المرصد الخامس وفيه مقصدان 115
24 المقصد الأول 115
25 المقصد الثاني 143
26 المرصد السادس في أفعاله تعالى 145
27 المقصد الأول 145
28 المقصد الثاني 159
29 المقصد الثالث 168
30 المقصد الرابع 173
31 المقصد الخامس 181
32 المقصد السادس 195
33 المقصد السابع 200
34 المقصد الثامن 202
35 المرصد السابع في أسماء الله تعالي 207
36 المقصد الأول 207
37 المقصد الثاني 209
38 المقصد الثالث 210
39 الموقف السادس في السمعيات 217
40 المرصد الأول في النبوات 217
41 المقصد الأول 217
42 المقصد الثاني 222
43 المقصد الثالث 230
44 المقصد الرابع 243
45 الكلام علي القرآن 243
46 المقصد الخامس 263
47 المقصد السادس 280
48 المقصد السابع 281
49 المقصد الثامن 283
50 المقصد التاسع 288
51 المرصد الثاني في المعاد وفيه مقاصد 289
52 المقصد الأول 289
53 المقصد الثاني في حشر الأجسام 294
54 المقصد الثالث 298
55 المقصد الرابع 301
56 المقصد الخامس 303
57 المقصد السادس 306
58 المقصد السابع 309
59 المقصد الثامن 312
60 المقصد التاسع 312
61 المقصد العاشر 314
62 المقصد الحادي عشر 317
63 المقصد الثاني عشر 320
64 المرصد الثاني في الأسماء وفيه مقاصد 322
65 المقصد الأول 322
66 المقصد الثاني 330
67 المقصد الثالث 331
68 المرصد الرابع في الإمامة 344