خرج عليه أوائل النور، " أو " الريحان في قوله تعالى: " والحب ذو العصف والريحان " (1) قال الفراء: العصف: ساق الزرع. والريحان: " ورقه. و " من المجاز: الريحان: " الولد ". وفي الحديث: " الولد من ريحان الله " وفي الحديث: " إنكم لتبخلون وتجهلون وتجبنون، وإنكم لمن ريحان الله " (2) يعني الأولاد. وفي آخر: قال لعلي رضي الله عنه: " أوصيك بريحانتي خيرا قبل أن ينهد ركناك ". فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هذا أحد الركنين.
فلما ماتت فاطمة قال: هذا الركن الآخر. وأراد بريحانتيه الحسن والحسين رضي الله عنهما.
ومن المجاز: الريحان: " الرزق ". تقول: خرجت أبتغي ريحان الله، أي رزقه. قال النمر بن تولب:
سلام الإله وريحانه * ورحمته وسماء درر أي رزقه؛ قاله أبو عبيدة. ونقل شيخنا عن بعضهم أنه لغة حمير.
ومحمد بن عبد الوهاب " أبو منصور، روى عن حمزة بن أحمد الكلاباذي، وعنه أبو ذر الأديب؛ " وعبد المحسن بن أحمد الغزال " شهاب الدين، عن إبراهيم بن عبد الرحمن القطيعي، وعنه أبو العلاء العرضي (3)؛ " وعلي بن عبيدة المتكلم المصنف " له تصانيف عجيبة؛ " وإسحاق بن إبراهيم "، عن عباس الدوري وأحمد بن القراب؛ " وزكرياء ابن علي "، عن عاصم بن علي؛ " وعلي ابن عبد السلام " بن المبارك، عن الحسين الطبري شيخ الحرم، " الريحانيون، محدثون ". وتقول العرب: " سبحان الله وريحانه ". قال أهل اللغة " أي استرزاقه ". وهو عند سيبويه من الأسماء الموضوعة موضع المصادر. وفي الصحاح: نصبوهما على المصدر، يريدون تنزيها له واسترزاقا.
" والريحانة: الحنوة "، اسم كالعلم. الريحانة: " طاقة " واحدة من " الريحان " وجمعه رياحين. " والراح: الخمر " اسم له " كالرياح، بالفتح ". وفي شرح الكعبية لابن هشام: قال أبو عمرو: سميت (4) راحا ورياحا لارتياح شاربها إلى الكرم. وأنشد ابن هشام عن الفراء:
كأن مكاكي الجواء غدية * نشاوى تساقوا بالرياح المفلفل قلت: وقال بعضهم: لأن صاحبها يرتاح إذا شربها. قال شيخنا: وهذا الشاهد رواه الجوهري تاما غير معزو، ولا منقول عن الفراء. قلت: قال ابن بري: هو لامرئ القيس، وقيل: لتأبط شرا، وقيل: للسليك. ثم قال شيخنا: يبقى النظر في موجب إبدال واوها ياء. فكان القياس الرواح، بالواو، كصواب. قلت: وفي اللسان: وكل خمر راح ورياح، وبذلك علم أن ألفها منقلبة عن ياء. الراح: " الارتياح ". قال الجميح بن الطماح الأسدي:
ولقيت ما لقيت معد كلها * وفقدت راحي في الشباب وخالي أي ارتياحي واختيالي.
وقد راح الإنسان إلى الشيء يراح: إذا نشط وسر به، وكذلك ارتاح. وأنشد:
وزعمت أنك لا تراح إلى النسا * وسمعت قيل الكاشح المتردد والراح: هي " الأكف ". ويقال: بل الراحة: بطن الكف، والكف: الراحة مع الأصابع؛ قاله شيخنا، " كالراحات. و " عن ابن شميل: الراح من " الأراضي المستوية