باب أبي الحسن (عليه السلام) وجدته راكبا في استقبال بغا، فسلمت عليه فقال: " امض بنا إذا شئت ". فمضيت معه حتى خرجنا من المدينة، فلما أصحرنا التفت إلى غلامه، وقال: " إذهب فانظر في أوائل العسكر ". ثم قال: " انزل بنا يا أبا هاشم ".
قال: فنزلت وفي نفسي أن أسأله شيئا وأنا أستحيي منه، وأقدم وأؤخر.
قال: فعمل بسوطه في الأرض خاتم سليمان، فنظرت فإذا في آخر الأحرف مكتوب: " خذ " وفي الآخر " اكتم " وفي الآخر " اعذر " ثم اقتلعه بسوطه وناولنيه، فنظرت فإذا بنقرة (1) صافية فيها أربعمائة مثقال، فقلت: بأبي أنت وأمي، لقد كنت شديد الحاجة إليها، وأردت كلامك وأقدم وأؤخر، والله أعلم حيث يجعل رسالاته، ثم ركبنا (2).
4 - وروى أبو محمد البصري، عن أبي العباس خال شبل كاتب إبراهيم ابن محمد، قال: كنا أجرينا ذكر أبي الحسن (عليه السلام)، فقال لي: يا أبا محمد، لم أكن في شيء من هذا الأمر، وكنت أعيب على أخي وعلى أهل هذا القول عيبا شديدا بالذم والشتم، إلى أن كنت في الوفد الذي أوفد المتوكل إلى المدينة في إحضار أبي الحسن (عليه السلام)، فخرجنا إلى المدينة.
فلما خرج وجدنا في بعض الطريق، وطوينا المنزل، وكان منزلا صائفا شديد الحر، فسألناه أن ينزل، فقال: لا. فخرجنا ولم نطعم ولم نشرب، فلما اشتد الحر والجوع والعطش، فبينما ونحن إذ ذلك في أرض ملساء لا نرى شيئا ولا ظل