لأتزوجها فتلد لي غلاما فارسا، فقال له: تزوج أم البنين الكلابية فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها، فتزوجها ولما كان يوم الطف قال شمر بن ذي الجوشن الكلابي للعباس وإخوته: أين بنو أختي فلم يجيبوه فقال الحسين " ع " لاخوته:
أجيبوه وإن كان فاسقا فإنه بعض أخوالكم، فقالوا له ما تريد؟ قال اخرجوا إلي فإنكم آمنون ولا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم، فسبوه وقالوا له قبحت وقبح ما جئت به أنترك سيدنا وأخانا ونخرج إلى أمانك، وقتل هو واخوته في ذلك اليوم وما أحقهم بقول القائل:
قوم إذا نودوا لدفع ملمة * والخيل بين مدعس ومكردس لبسوا الدروع على القلوب وأقبلوا * يتهافتون على ذهاب الأنفس إلى هنا كلام صاحب العمدة وفي الأمالي للصدوق بإسناده إلى علي بن سالم عن أبيه عن أبي حمزة الثمالي قال نظر علي بن الحسين " ع " إلى عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب " ع " فاستعبر ثم قال ما من يوم أشد على رسول الله من يوم أحد قتل فيه حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله وبعده يوم قتل فيه ابن عمه جعفر بن أبي طالب ثم قال " ع " ولا يوم كيوم الحسين ازدلف إليه ثلاثون ألفا يزعمون أنهم من هذه الأمة كل يتقرب إلى الله عز وجل بدمه وهو بالله يذكرهم فلا يتعظون حتى قتلوه ظلما وبغيا وعدوانا ثم قال: رحم الله عمي العباس فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله الله عز وجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب وان العباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة.
وفي الارشاد للمفيد (ره) في أخبار يوم الطف: ولما رأى العباس كثرة القتل في أهله قال لاخوته من أمه وهم عبد الله وجعفر وعثمان يا بني أمي تقدموا حتى أراكم نصحتم لله ولرسوله فإنكم لا ولد لكم فتقدم عبد الله فقاتل قتالا شديدا فاختلف هو وهاني بن ثبيت الخضرمي بضربتين فقتله هاني، وتقدم بعده جعفر بن علي