فقاتل فقتله أيضا هاني، وتعمد خولي بن يزيد الأصبحي عثمان بن علي وقد قام مقام إخوته فرماه فصرعه وشد عليه رجل من بني دارم فاحتز رأسه.
وقال أبو الفرج كان العباس بن علي يكنى أبا الفضل وأمه أم البنين وهو أكبر ولدها وهو آخر من قتل من اخوته لأبيه وأمه، وكان العباس رجلا وسيما جميلا يركب الفرس المطهم ورجلاه يخطان في الأرض وكان يقال له قمر بني هاشم وكان لواء الحسين معه، ثم قال حدثني أحمد بن عيسى عن حسين بن نصر عن أبيه عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ان زيد بن رقاد وحكيم بن الطفيل الطائي قتلا العباس بن علي وكانت أم البنين أم هؤلاء الأربعة الاخوة القتلى تخرج إلى البقيع وتندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها فيجتمع الناس إليها يسمعون منها فكان مروان يجئ فيمن يجئ لذلك فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي.
أقول: وقد صح ان العباس " ع " لم يقتل حتى فعل الأفاعيل العجيبة وقتل الفرسان العظام واتي بالماء مرارا متعددة لأهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وفي الاسرار للفاضل عند ذكر شهادة العباس (ع): قيل اتى زهير إلى عبد الله بن جعفر بن عقيل قبل ان يقتل فقال يا أخي ناولني الراية فقال له عبد الله أو في قصور عن حملها قال لا ولكن لي بها حاجة قال فدفعها إليه واخذها زهير واتى فجاء إلى العباس بن علي وقال يا بن أمير المؤمنين أريد ان أحدثك بحديث وعيته فقال حدث فقد حلى وقت الحديث:
حدث ولا حرج عليك فإنما * ندري لنا متواتر الاسناد فقال اعلم يا أبا الفضل ان أباك أمير المؤمنين لما أراد ان يتزوج أم البنين بعث إلى أخيه عقيل وكان عارفا بأنساب العرب فقال (ع): يا أخي أريد منك ان تخطب لي امرأة من ذوي البيوت والحسب والنسب والشجاعة لكي أصيب منها ولدا شجاعا وعضدا ينصر ولدي هذا - وأشار إلى الحسين - ليواسيه في طف كربلا وقد ادخرك أبوك لمثل هذا اليوم فلا تقصر عن حلائل أخيك وعن أخواتك، قال فارتعد العباس وتمطى في ركابه حتى قطعه وقال يا زهير تشجعني في مثل هذا اليوم والله لأرينك