ابن الحنفية عمرا من عمري ولا أشك انه إمام حتى إذا كان قريبا سألته بحرمة الله وبحرمة رسوله وبحرمة أمير المؤمنين فأرشدني إليك وقال هو الإمام علي وعليك وعلى جميع خلق الله كلهم ثم أذنت لي فجئت فدنوت منك وسميتني باسمي الذي سمتني أمي فسلمت انك الامام الذي فرض الله طاعته علي وعلى كل مسلم.
(ومن طبقات الشعراني) كتب ملك الروم إلى عبد الملك بن مروان يتهدده ويتوعده ويحلف ليحملن إليه مائة الف في البر ومائة في البحر أو يؤدي الجزية إليه فلما نظر عبد الملك إلى الكتاب كتب إلى الحجاج ان اكتب إلى محمد بن الحنفية تتهدده وتتوعده ثم أعلمني بما يرد عليك، فكتب إليه، فأرسل محمد بن الحنفية كتابا إلى الحجاج يقول فيه: بسم الله الرحمن الرحيم ان لله عز وجل ثلاث مائة وتسعين نظرة إلى عباده وأنا أرجو أن ينظر إلي نظرة يمنعني بها منك، فبعث الحجاج بذلك الكتاب إلى عبد الملك فكتب، مثل ذلك إلى ملك الروم فقال ملك الروم ما خرج هذا منك ولا كتبت أنت به ولا خرج إلا من بيت نبوة، وتوفي محمد بن الحنفية بالمدينة المنورة سنة إحدى وثمانين من الهجرة كذا في مختصر التواريخ، ويقال انه مات بالطايف.
أقول: والكيسانية هم فرقة من الشيعة ولم يبق منهم الآن أحد كانوا يزعمون أن محمد بن الحنفية هو الامام بعد أخيه الحسين " ع " وانه غاب في شعب رضوي وهو حي يرزق.
قال الصدوق (ره) في الاكمال في بيان خطأ الكيسانية: أن السيد بن محمد الحميري اعتقد ذلك وقال فيه:
ألا ان الأئمة من قريش * ولاة الأمر أربعة سواء علي والثلاثة من بنيه * هم أسباطنا والأوصياء فسبط سبط إيمان وبر * وسبط قد حوته كربلاء وسبط لا يذوق الموت حتى * يقود الجيش يقدمه اللواء يغيب لا يرى عنا زماننا * برضوى عنده عسل وماء