فكيف نقتله ثم ادخل السبايا في المسجد وفيهن خولة أم محمد بن الحنفية فجاءت إلى قبر رسول الله (ص) والتجأت به وبكت وقالت يا رسول الله اشكر إليك أفعال هؤلاء القوم سبونا من غير ذنب ونحن مسلمون ثم قالت أيها الناس لم سبيتمونا ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فقال أبو بكر منعتم الزكاة فقالت الأمر ليس على ما زعمت والأمر انما كان كذا وكذا وهب الرجال منعوكم فيما بال النسوان المسلمات يسبين، واختار كل رجل منهم واحدة من السبايا وجاء طلحة وخالد بن عنان ورميا بثوبين إلى خولة فأراد كل واحد منهما أن يأخذها من السبي قالت لا يكون هذا أبدا ولا يملكني إلا من يخبرني الكلام الذي قلته ساعة ولدت قال أبو بكر قد فزعت من القوم فكانت لم تر ذلك قبله فتكلم بما لا تحصيل له فقالت والله اني صادقة إذ جاء علي بن أبي طالب عليه السلام فوقف ونظر إليهم وإليها وقال (ع) اصبروا حتى أسألها عن حالها ثم ناداها يا خولة اسمعي الكلام ثم قال " ع ": لما كانت أمك حاملة بك وضر بها الطلق واشتد بها الأمر نادت اللهم سلمني من هذا المولود فسبقت تلك بالنجاة فلما وضعتك ناديت من تحتها لا إله إلا الله محمد رسول الله عما قليل سيملكني سيد سيكون له ولد مني فكتبت أمك ذلك الكلام في لوح نحاس فدفنته في الموضع الذي سقطت فيه فلما كانت في الليلة التي قبضت أمك فيها أوصت إليك بذلك فلما كان في وقت سبيكم لم يكن لك هم إلا أخذ ذلك اللوح فأخذتيه وشددتيه على عضدك الأيمن هات اللوح فأنا صاحب ذلك اللوح وأنا أمير المؤمنين وأنا أبو ذلك الغلام الميمون واسمه محمد قال فرأينا ها وقد استقبلت القبلة وقالت إلهي أنت المتفضل المنان أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت بها إلي ولم تعطها لأحد إلا أتممتها عليه اللهم بصاحب من بيده التربة الناطق المنبئ بما هو كأس إلا أتممت فضلك علي ثم أخرجت اللوح ورمت به إليه فأخذه أبو بكر وقرأه عثمان فإنه كان أجود القوم قراءة وما ازداد ما في اللوح على ما قال علي (ع) ولا نقص فقال أبو بكر خذها يا أبا الحسن فبعث بها علي عليه السلام إلى بيت أسماء بنت عميس فزينتها وتزوج بها وعلقت بمحمد وولدته.
(٤٣٧)