تلك الكلمات منه اما يقولون انه مجنون أو جبان أو مطيع لهم فلا يتعرضون له بسوء فيكون صدور تلك الكلمات منه جاريا مجرى التقية، ثم قال في (العمدة):
ولا يصح رواية من روى أن عمر بن علي حضر كربلا وكان أول من بايع عبد الله بن الزبير ثم بايع بعده الحجاج بن يوسف وأراد الحجاج ادخاله مع الحسن بن الحسن في تولية صدقات أمير المؤمنين " ع " فلم يتيسر له ذلك.
ومات عمر بينبع وهو ابن سبع وسبعين سنة وقيل خمس وسبعين، انتهى.
وفي حاشية (العمدة) لم أدر لمصنفها أم لغيره: مات عمر في زمن الوليد بن عبد الملك. كذا نقل الحافظ بن حجر في التقريب، وذهب بعض المؤرخين إلى أنه استشهد في محاربة مصعب بن الزبير مع المختار بن أبي عبيدة الثقفي، وكان مع مصعب هو وأخوه عبيد الله فاستشهدا جميعا. انتهى أقول: قال العلامة المجلسي في البحار: ويروى ان عمر بن علي خاصم علي بن الحسين " ع " إلى عبد الملك في صدقات النبي (ص) وأمير المؤمنين " ع " فقال يا أمير المؤمنين انا ابن المصدق وهذا ابن ابن فأنا أولى بها منه فتمثل عبد الملك بقول ابن أبي الحقيق:
إنا إذا مالت دواعي الهوى * وأنصت السامع للقايل واصطرع القوم بألبابهم * نقضي بحكم عادل فاصل لا تجعل الباطل حقا ولا * نلط دون الحق بالباطل نخاف ان تسفه أحلامنا * فيخمل الدهر مع الخامل قم يا علي بن الحسين فقد وليتكها فقاما فلما خرجا تناوله عمر وآذاه، فسكت " ع " ولم يرد عليه شيئا، فلما كان بعد ذلك دخل محمد بن عمر ولده على علي بن الحسين فسلم عليه وأكب عليه يقبله، فقال علي بن الحسين " ع " يا بن عم لا تمنعني قطيعة أبيك ان أصل رحمك فقد زوجتك ابنتي خديجة ابنة علي.
وروى الزبير بن بكار قال كان الحسن بن الحسن واليا صدقات أمير المؤمنين " ع " في عصره فسار يوما إلى الحجاج بن يوسف في موكبه وهو إذ ذاك أمير المدينة