فقال أمية بن الصلت:
اغمرنا عرس أبي طالب * وكان عرسا لين الجانب اقرائه البدو باقطاره * من راجل خف ومن راكب فنازلوه سبعة أحصيت * أيامها للرجل الحاسب أقول: فلم تزل فاطمة بنت أسد إلى أن ولدت منه طالبا وعقيلا وجعفرا وأم هاني وكل أكبر من صاحبه بعشر سنين كما تقدم وفي حديث عن الصادق ان آمنة بنت وهب لما ولدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاءت فاطمة بنت أسد رحمها الله إلى أبي طالب مبشرة بمولوده فقال لها أبو طالب اصبري لي سبتا أتيك بمثله الا النبوة قيل والسبت ثلاثون سنة وكان بين رسول الله وأمير المؤمنين ثلاثون سنة وفي حديث أخر قال أبو طالب لفاطمة الزهراء بنت أسد ستلدين غلاما يكون وصي هذا المولود ووزيره.
وروى في المناقب أيضا عن القاضي أبي عمر وعثمان بن أحمد شيخ السنة في خبر طويل أن فاطمة بنت أسد رأت النبي (ص) يأكل تمرا له رائحة تزداد على كل الأطائب من المسك والعنبر من نخلة لا شماريخ لها فقالت ناولني آكل منها قال عليه السلام لا تصلح إلا ان تشهدي معي لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله فشهدت الشهادتين فناولها فأكلت فازدادت رغبتها وطلبت أخرى لأبي طالب فعاهدها ان لا تعطيه إلا بعد الشهادتين فلما جن عليها الليل شم أبو طالب (ع) نسيما ما شم مثله فأظهرت ما معها فالتمسه منها فأبت عليه الا أن يشهد الشهادتين فلم يملك نفسه أن شهد الشهادتين فأعطته ما معها فآوى إلى زوجته فعلقت بعلي في تلك الليلة ولما حملت بعلي ازداد حسنها فكان يتكلم في بطنها فكانت في الكعبة فتكلم مع جعفر فغشي عليه فألقت الأصنام خرت على وجوهها فمسحت على بطنها وقالت يا قرة العين تخدمك الأصنام داخلا فكيف شأنك خارجا وذكرت لأبي طالب ذلك فقال هو شئ قال لي الأسد في طريق الطائف.
أقول: وكان من خبر هذا الأسد ما ذكره في المناقب أيضا كانت السباع تهرب من أبي طالب فأستقبله أسد في طريق الطائف وبصبص وتمرغ بقدميه فقال أبو طالب بحق خالقك ان تبين لي مالك فقال الأسد انما أنت أبو أسد الله وناصر نبي الله ومربيه فازداد