وكفالته من غيرك فقلت لهما من أنتما قالتا نحن عمله الصالح خلقنا الله عز وجل على الصورة التي ترى نذب عنه الأذى ليلا ونهارا إلى يوم القيامة فإذا كانت الساعة فإحدانا قائدته والأخرى سائقته ودليله إلى الجنة ثم انصرف أبو طالب (ع) إلى مكة قال:
جابر بن عبد الله قال لي رسول الله " ص " أشرحت لك ما سألتني ووجب عليك الحفظ فأن لعلي (ع) عند الله من المنزلة الجليلة والعطايا الجزيلة ما لم يعطي أحدا من الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين وحبه واجب على كل مسلم فأنه قسيم الجنة والنار ولا يجوز أحد على الصراط إلا ببرائة من أعدائه عليه السلام انتهى هذا الخبر. وعن رسول الله في خبر طويل رواه جماعة من الأصحاب منهم سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار بن ياسر رضي الله عنهم أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم في جملة كلام له قد خلقت أنا وعلي من نور واحد وأن نورنا كان يسمع تسبيحه من أصلاب آبائنا وبطون أمهاتنا في كل عصر وزمن إلى عبد المطلب فكان نورنا يظهر في وجوه آبائنا فلما وصل إلى عبد المطلب انقسم النور نصفين نصف إلى عبد الله ونصف إلى أبي طالب عمي وانهما كانا إذا جلسا في ملأ من الناس يتلألأ نورنا في وجهيهما من دونهم حتى أن السباع والهوام كانت تسلم عليهما لأجل نورنا حتى خرجنا إلى دار الدنيا وقد نزل علي جبرئيل عند ولادة ابن عمي علي بن أبي طالب " ع " وقال يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك الآن ظهرت نبوتك واعلان وحيك وكشف رسالاتك إذ أيدك الله تعالى بأخيك ووزيرك وخليفتك من بعدك والذي أشد أزرك وأعلا به ذكرك على أخيلك وابن عمك فقم إليه واستقبله بيدك اليمنى فإنه من أصحاب اليمين وشيعته الغر المحجلين قال صلى الله عليه وآله وسلم فقمت فوجدت أمي بين النساء والقوابل من حولها وإذا بسجاف قد ضربه جبرئيل بيني وبين النساء فإذا هي قد وضعته قال (ص) فاستقبلته ففعلت ما أمرني ربي ومددت يدي اليمنى نحو أمه فإذا علي مائل على يدي واضع يده اليمنى في أذنه يؤذن ويقيم بالحنفية ويشهد بالوحدانية لله تعالى وبرسالتي ثم انثنى إلي وقال السلام عليك يا رسول الله فقلت وعليك السلام إقرأ يا أخي فوالذي نفسي بيده قد ابتدء بالصحف التي أنزلها الله تعالى على آدم (ع) وأقام بها ابنه شيث فتلاها من أولها إلى آخرها حتى أنه لو حضر آدم لأقر له أنه