يفرج عنه ويسلم إلى عدوه، قال سبحان الله لا والله لا أحب ذلك، قال فإنهم قد قالوا له وحلفوا لترسلن إلى الأشتر ليأتينك أو لنقتلنك بأسيافنا أو لنسلمك إلى عدوك!
فأقبل الأشتر.
أقول: قال ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة): فجاء الأشتر وقال: ما هذا أرفعت المصاحف قيل نعم، قال: والله ظننت أنها سترفع اختلافا وفرقة وإنها مشورة ابن العاص.
ثم أقبل الأشتر على القوم من أصحابه وقال: يا أهل العراق يا أهل الذل والوهن أحين علوتم القوم وظنوا أنكم قاهرون ورفعوا المصاحف يدعوكم إلى ما فيها، ويلكم إمهلوني عدوة فرسي فإن الفتح والنصر قد حصل، فقالوا لا يكون ذلك أبدا ولا ندخل معك في خطيئتك! فقال: ويلكم خبروني عنكم متى كنتم محقين أحين تقاتلون وخياركم يقتلون أم الآن حين أمسكتم عن القتال؟ فقالوا دعنا عنك يا أشتر قاتلناهم في الله وندعهم في الله! قال: خدعتم إلى وضع الحرب فأجبتم يا أصحاب الجباه السود، كنا نظن صلاتكم زهادة في الدنيا وشوقا إلى لقاء الله تعالى، فلا أرى مراءكم إلا شقاء إلى الدنيا، يا أشباه البقر الجلالة، ما أنتم برائين بعدها عزا أبدا، فابعدوا كما بعد القوم الظالمون، فسبهم وسبوه وضربوا وجه دابته وضرب وجوه دوابهم، فصاح الإمام به وبهم.
قال: وجاء الأشعث إلى أمير المؤمنين " ع " وقال أرى الناس قد رضوا بما دعوا إليه من حكم القرآن بينهم، فإن شئت أتيت معاوية فسألته عما يريد، قال أئته فأتاه، فقال لمعاوية لأي شئ رفعتم هذه المصاحف؟ قال لنرجع نحن وأنتم إلى أمر الله تعالى في كتابه تبعثون رجلا ترضونه ونبعث رجل نرضاه وتأخذ عليهما أن لا يعملا إلا بما في كتاب الله تعالى لا يعدونه ثم نتبع ما اتفقنا عليه، قال الأشعث هو الحق، ورجع إلى علي (ع) وأخبره بما قال معاوية فقال الناس قد رضينا ذلك، فقال أهل الشام ترضى عمروا وقال الأشعث وأولئك القوم الذين صاروا خوارج فيما بعد نرضى بأبي موسى الأشعري، فقال لهم علي (ع) قد عصيتموني في أول الأمر فلا