للكافرين وليا وللمسلمين عدوا، فقام عمرو وقال والله لا يجمع بيني وبينك مجلس بعد اليوم! فقال (عليه السلام): اني لأرجو أن يظهرني الله عليك وعلى أصحابك.
وجاءت عصابة واضعة سيوفها على عواتقها فقالوا: يا أمير المؤمنين مرنا بما شئت فقال لهم سهل بن حنيف: أيها الناس اتهموا رأيكم فلقد شهدنا صلح رسول الله (ص) يوم الحديبية ولو نرى قتالا لقاتلنا.
قال نصر بن مزاحم وقد روى أبو إسحاق الشيباني قال: قرأت كتاب الصلح عند سعيد بن أبي برد في صحيفة صفراء عليها خاتمان خاتم من أسفلها وخاتم من أعلاها على خاتم علي محمد رسول الله وعلى خاتم معاوية محمد رسول الله.
وقيل لأمير المؤمنين عليه السلام حين أراد ان يكتب الكتاب بينه وبين معاوية وأهل الشام: أتقر بأنهم مؤمنون مسلمون؟ فقال (عليه السلام) ما أقر لمعاوية ولا لأصحابه، انهم مؤمنون مسلمون ولكن يكتب معاوية لنفسه ما شاء ويقر ما شاء لنفسه ولأصحابه ويسمي نفسه بما شاء وأصحابه، فكتبوا هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان قاض علي بن أبي طالب على أهل العراق ومن كان معه من شيعته من المؤمنين والمسلمين وقاض معاوية بن أبي سفيان على أهل الشام ومن كان من شيعته انا ننزل عند حكم الله وكتابه ولا يجمع بيننا إلا إياه وان كتاب الله سبحانه بيننا من فاتحته إلى خاتمته نحيي ما أحيي القرآن ونميت ما أمات القرآن، فان وجد الحكمان ذلك في كتاب الله ابتغياه وان لم يجداه اخذا بالسنة العادلة غير المتفرقة، والحكمان عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص، وقد اخذ الحكمان من علي ومعاوية ومن الجندين انهما أمينان على أنفسهما وأموالهما وأهلهما والأمة لهما أنصار وعلى الذي يقضيان عليه وعلى المؤمنين والمسلمين من الطائفتين ان يعمل بما يقضيا عليه مما وافق الكتاب والسنة وان الامن والموادعة ووضع السلاح متفق عليه من الطائفتين إلى أن يقع الحكم، وعلى كل واحد من الحكمين عهد الله ليحكمن بين الأمة بالحق لا باللهو ولا بالهوى، وأجل الموادعة سنة كاملة فان أحب الحكمان ان يعجلا الحكم عجلا وان توفى أحدهما فالأمير شيعته ان يختار مكانه رجلا لا يألو الحق والعدل، وان توفي أحد الأميرين كان نصب غيره إلى أصحابه ممن يرضون امره ويحمدون طريقته.