تعصوني الآن، فإني لا أرى أن تولوا أبا موسى الحكومة فإنه يضعف عن عمرو ومكايده.
وفي رواية عبد الحميد بن أبي الحديد عن نصر فقال لهم علي (ع) إني لا أرضى بأبي موسى فقال الأشعث وزيد بن حصين ومسعر بن فدكي في عصابة من القراء إنا لا نرضى به فإنه حذرنا ما وقعنا فيه، فقال (ع) انه ليس لي برضا فإنه فارقني وخذل الناس عني وهرب مني حتى آمنته بعد أشهر، ولكن هذا ابن عباس أوليه ذلك، قالوا والله ما نبالي أكنت أنت أم ابن عباس ولا نريد إلا رجلا هو منك ومن معاوية سواء ليس إلى واحد منكما أدني من الآخر، قال (ع): فإني أجعل الأشتر فقال الأشعث وهل سعر الأرض نارا إلا الأشتر وهل نحن إلا في حكم الأشتر فقال (ع):
وما حكمه؟ قال حكمه أن يضرب بعضنا إلى بعض بالسيف حتى يكونن ما أردت وما أراد قال عبد الحميد قال نصر وحدثنا عمرو بن شمر عن جابر بن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (ع) قال لما أراد الناس عليا (ع) أن يضع الحكمين، قال إن معاوية لم يكن ليضع لهذا الأمر أحدا هو أوثق برأيه ونظره من عمرو بن العاص وأنه لا يصلح للقرشي إلا مثله، فعليكم بعبد الله بن العاص فارموه به فإن عمروا لا يعقد عقدة إلا حلها عبد الله ولا يبرم أمرا إلا نقضه ولا ينقض أمرا إلا أبرمه، فقال الأشعث لا والله لا والله لا يحكم فينا مضريان حتى تقوم الساعة ولكن أجعل رجلا من أهل اليمن إذا جعلوا من مضر، والله لا يحكما ببعض ما تكره واحدهما من أهل اليمن أحب إلينا أن يكون بعض ما تحب في حكمهما وهما مضريان.
قال: وذكر الشعبي أيضا مثل ذلك.
قال نصر: فقال علي (ع): قد أبيتم إلا أبا موسى؟ قالوا نعم، قال: فأصبحوا ما شئتم، فبعثوا إلى أبي موسى وهو بأرض من أراضي الشام قد اعتزل القتال، فجاء حتى دخل عسكر علي (ع) فأتى الأشتر وقال لأمير المؤمنين (عليه السلام) الزني بعمرو بن العاص، فوالذي لا إله غيره لان ملئت عيني منه لأقتلنه، وجاء الأحنف بن قيس إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين إني قد رميت بحجر الأرض ومن