قال: إنها خديعة فعلها ابن العاص لمعاوية، فلم يسمعوا وألزموه بالتحكيم.
قال: فعين عمرو بن العاص وعين أمير المؤمنين (ع) عبد الله بن العباس، فلم يوافقوا، قال: فالأشتر؟ فأبوا واختاروا أبا موسى الأشعري.
وفي رواية ابن أبي الحديد عن نصر بن مزاحم حدثنا عمر بن شمر عن جابر قال:
سمعت تميم بن حريم يقول لما أصبحنا من ليلة الهرير نظرنا فإذا أشباه الرايات أمام أهل الشام في وسط الفيلق حيال موقف علي ومعاوية، فلما أسفرنا فإذا هي المصاحف قد ربطت في أطراف الرماح وهي عظام مصاحف العسكر وقد شدوا ثلاثة رماح جميعا وربطوا عليها مصحف المسجد الأعظم يمسكه عشرة رهط.
قال نصر بن مزاحم قال أبو جعفر وأبو الطفيل: استقبلوا عليا (ع) بمائة مجنة ووضعوا في كل مجنة مأتي مصحف، فكان جميعها خمسمائة مصحف، فاختلف أصحاب علي في الرأي.
قال نصر قال الشعبي: فجاء عدي بن حاتم الطائي فقال يا أمير المؤمنين (ع) أنه لم يصب منا عصبة إلا وقد أصيب منهم مثلها وكل مقروح، ولكنا أمثل بقية منهم وقد جزع القوم وليس بعد الجزع إلا ما نحب، فناجزهم.
وقام الأشتر فقال: يا أمير المؤمنين (ع) إن معاوية لا خلف له من رجاله ولكن نحمد الله الخلف، ولو كان له مثل رجالك لم يكن له مثل صبرك، ولأنصرك، فاقرع الحديد بالحديد واستعن بالله الحميد.
ثم قام عمرو بن الحمق فقال يا أمير المؤمنين (ع) إنا والله ما أجبناك ولا نصرناك على الباطل ولا طلبنا إلا الحق، ولو دعانا غيرك إلى ما دعوتنا سنشري فيه اللجاج وطالت فيه النجوى، وقد بلغ الحق مقطعه وليس لنا معك رأي، فقام الأشعث بن قيس مغضبا فقال يا أمير المؤمنين أنا لك اليوم على الذي كنا عليه أمس وما من القوم أحد يخشى على أهل العراق ولا أوتر لأهل الشام مني فأجب القوم إلى كتاب الله عز وجل فإنك أحق به منهم وقد أحب الناس البقاء وكرهوا القتال، فقال علي عليه السلام: هذا أمر ننظر فيه، فنادي الناس من كل جانب الموادعة فقال (ع) أيها الناس إني أحق