وراءنا يخلفون في أموالنا وعيالنا، سر بنا إليهم، فإذا فرغنا منهم سرنا إلى معاوية واتباعه وقام الأشعث بن قيس وتكلم مثل كلامهم، فأجمع عليه السلام إلى المسير إليهم.
فجاءه منجم يقال له مسافر بن عدي فقال يا أمير المؤمنين (ع) إذا أردت المسير إلى هؤلاء القوم فسر إليهم في الساعة الفلانية فإنك ان سرت في غيرها لقيت أنت وأصحابك ضررا شديدا، لأن طوالع النجوم قد انتحست وسعد أصحاب النحوس ونحس أصحاب السعود، وقد بدأ المريخ يقطع في برج الثور وقد اختلف في برجك كوكبان وليس الحرب لك بمكان، فقال عليه الصلاة والسلام: أأنت الذي تسير علي بالجاريات وتقضي علي بالحادثات وتنقلها مع الدقائق والساعات، فما السراري وما الزراري وما قدر شعاب المدبرات؟ فقال سأنظر في الأسطرلاب وأخبرك!.
فقال (ع) أعالم أنت بما تم البارحة في وجه الميزان وبأي نجم اختلف برج السرطان؟ وأية آفة دخلت على الزبرقان؟ فقال لا أعلم.
فقال أعالم أنت ان الملك البارحة انتقل من بيت إلى بيت في الصين وفارت بحيرة ساوة وفاضت بحيرة خشرمة وقطعت باب الصخرة ونكس ملك الروم بالروم وولى اخوه مكانه وسقطت شرفات الذهب من قسطنطنية الكبرى وهبط سور سرانديب وفقد ديان اليهود وهاج النمل بوادي الرمل وسعد سبعون ألف عالم وولد في كل عالم سبعون ألفا والليلة يموت مثلهم؟ فقال لا أعلم.
فقال: أنت عالم بالشهب الخرس والأنجم والشمس ذات الذوائب التي تطلع مع الأنوار وتغيب مع الأسحار؟ فقال لا أعلم.
فقال: أعالم أنت بطلوع النجمين الذين ما طلعا إلا عن مكيدة ولا غربا إلا عن مصيبة وانهما طلعا وغربا حين قتل قابيل هابيلا ولا يظهران إلا بخراب الدنيا؟
فقال لا أعلم.
فقال (ع) إذا كان طرق السماء لا تعلمها فانى أسئلك عن قريب اخبرني ما تحت حافر فرسي الأيمن والأيسر من المنافع والمضار؟ فقال اني في علم الأرض أقصر مني في علم السماء، فحفر تحت الحافر الأيمن فخرج كنز من ذهب، وتحت الأيسر فخرج أفعى فتطوق