أين ذهب وقال: بعض العلماء في الخبر المروي عن أمير المؤمنين (ع) عن النبي (ص) أنه قال: هبط جبرئيل (ع) فقال لي يا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ان الله عز وجل شفعك في ستة بطن حملتك آمنة بنت وهب وصلب أنزلك عبد الله بن عبد المطلب وحجر كفلك أبو طالب وبيت آواك عبد المطلب وأخ كان لك في الجاهلية قيل يا رسول الله (ص) وما كان فعله قال كان سخيا يطعم الطعام ويجود بالنوال وثدي أرضعك حليمة بنت ذويب ان ذلك الأخ هو طالب إذ ليس لعبد الله ابن غير النبي (ص) واطلاق الأخ على طالب لكون النبي (ص) ربيب أبيه " ع " وأما عقيل فهو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وآله يا عقيل أنا أحبك حبين حبا لك وحبا لعمي أبي طالب (ع) لأنه كان يحبك وكان أبو طالب شديد المحبة لعقيل ولما أصابت قريش تلك السنة المجدية وأتى النبي (ص) والعباس بن عبد المطلب إلى أبي طالب ليحملوا بعض الأثقال عنه قال لهما إذا خليتما لي عقيلا فخذا ما شئتما وفي رواية إذا تركتما لي عقيلا وطالبا فافعلا ما شئتما فأخذ العباس جعفرا وأخذ النبي (ص) عليا واسلم عقيل (ع) بعد ما أسر في غزوة بدر وكان المشركون أخرجوه معهم كرها منه هو والعباس بن عبد المطلب ولما استقر أمير المؤمنين " ع " علي مغصوب حقه من الخلافة كان يعطي عقيلا مثل ما يعطي سائر الناس فأتاه يوما وقال يا بن أم كنا ندعوا الله أن ينقل لك الأمر لتوسع علينا فسكت عنه أمير المؤمنين " ع " فأتاه يوما آخر وقال له مثل ذلك فقال " ع " إذا كان الغد فأتيني فلما كان من الغد أتاه وكان مكفوفا فقال ادن مني فدنا منه فوضع في كفه حديدة كان قد أحماها فوقع مغشيا عليه بعد أن صاح صيحة فقال (ع) ثكلتك الثواكل يا عقيل أتجزع من حديدة أحماها أنسانها للعبه وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه فلحق عقيل بمعاوية.
أقول: هكذا رواه أصحابنا وفي الصواعق لابن حجر أنه (ع) كان يعطي عقيلا كل يوم من الشعير ما يكفي عياله فاشتهى عليه أولاده مريسا فصار يوفر كل يوم شيئا قليلا فاجتمع عنده ما اشترى به سمنا وتمرا وصنع لهم مريسا فدعوا عليا " ع " إليه فلما جاء وقدم له ذلك سئل عنه فقصوا عليه ذلك فقال أو كان يكفيكم ذاك بعد