نزل في قبرها فاضطجع فيه ثم قال لها يا فاطمة قالت لبيك يا رسول الله (ص) فقال وهل وجدت ما وعدك ربك حقا قالت نعم فجزاك الله خيرا وطالت مناجاته معها في القبر فلما خرج قيل له يا رسول الله لقد صنعت شيئا في تكفينك إياها بثيابك ودخولك في قبرها وطول مناجاتك وطول صلاتك ما رأيناك صنعته بأحد قبلها قال ما تكفيني إياها فاني لما قلت لها يعرى الناس يوم يحشرون من قبورهم فصاحت وقالت وا سؤاتاه فلبستها ثيابي وسئلت الله في صلاتي عليها ان لا يبلى أكفانها حتى تدخل الجنة فأجابني إلى ذلك. واما دخولي في قبرها فاني قلت لها يوما ان الميت إذا دخل قبره وانصرف الناس عنه دخل عليه ملكان منكر ونكير فيسألانه فقالت وا غوثاه بالله فما زلت اسئل ربي في قبرها حتى فتح لها من قبرها روضة من رياض الجنة، وفيه عن فضائل شاذان ابن جبرئيل قال لما ماتت فاطمة بنت أسد اقبل علي بن أبي طالب (ع) باكيا فقال له النبي (ص) ما يبكيك لا ابكى الله عينك قال توفيت والدتي يا رسول الله قال له النبي صلى الله عليه وآله بل ووالدتي يا علي (ع) فلقد كانت تجوع أولادها وتشبعني وتشعث أولادها وتدهنني والله لقد كان في دار أبي طالب " ع " نخلة فكانت تسابق إليها من الغداة لتلتقط ثم تجنيه رضي الله عنها فإذا خرج بنو عمي ناولتني ذلك ثم نهض فاخذ في جهازها وكفنها بقميصه (ص) وكان في حال تشييع جنازة يرفع قدما ويتأنى في رفع الأخر وهو حافي القدم فلما صلى عليها كبر سبعين تكبيرة ثم لحدها في قبرها بيده الكريمة بعد أن نام في قبرها ولقنها الشهادة فلما أهيل عليها التراب وأراد الناس الانصراف جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لها ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل ابنك ابنك علي ابن أبي طالب " ع " قالوا يا رسول الله فعلت فعلا ما رأينا مثله قط مشيت حافي القدم وكبرت سبعين تكبيرة ونومك في لحدها وجعل قميصك كفنها وقولك لها ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل فقال (ص) أما التأني في وضع أقدامي ورفعها في حال التشييع للجنازة فلكثرة ازدحام الملائكة وأما تكبيري سبعين تكبيرة فإنها صلى عليها سبعون صفا من الملائكة واما نومي في لحدها فأني ذكرت في حال حياتها ضغطة القبر فقالت وا ضعفاه فنمت في لحدها لأجل ذلك حتى كفنتها ذلك وأما تكفيني لها بقميصي فأني
(١٣)