وفي كتاب مجمع البحرين ومطلع النيرين للفاضل الطريحي " في لغة عقيل وعقيل ابن أبي طالب " كان أسن من أخيه جعفر بعشر سنين وكان أكثر الناس ذكرا لمثالب قريش فعادوه لذلك وكان مما أعانهم عليه في ذلك مغاضبة لأخيه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب وخروجه للشام إلى معاوية بن أبي سفيان حتى قال معاوية يوما بحضرة عقيل هذا أبو زيد لو لم يعلم باني خير له من أخيه لما أقام عندنا فقال له عقيل:
يا معاوية ان أخي خير لي في عيني وأنت خير لي في دنياي وقد آثرت دنياي واسأل الله عز وجل خاتمة الخير.
أقول قد مر عن غير واحد مثل هذا وتوفى عقيل " ع " بالشام في أيام معاوية وقيل إن بني أمية قتلوه في الطريق وهو سائر من الشام إلى المدينة لكلام جرى بينه وبين معاوية والصحيح الأول، واما جعفر فقد روى عن الصادق، ان النبي قال خلق الناس من شجر شتى وانا وجعفر من شجرة واحدة وعنه " ع " قال: قال رسول الله لجعفر اشبهت خلقي، وخلقي " وقال أبو هريرة ما ركب المطايا ولا الكور ولا انتعل ولا احتذى النعال أحد بعد رسول الله، أفضل من جعفر بن أبي طالب. أقول أسلم جعفر بأمر أبيه أبي طالب في السنة التي بعث فيها النبي وكان يصلي مع النبي وأمير المؤمنين، والناس عاكفون على الأصنام " وبذلك وردت الروايات وقد مر بعضها وكان من محبة النبي لجعفر " ما قاله الشعبي في روايته، وهو لما فتح النبي خيبر قدم جعفر بن أبي طالب من الحبشة فالتزمه النبي، وجعل يقبل بين عينه ويقول: ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا بقدوم جعفر أم بفتح خيبر.
وأما خبر شهادته فهو ما انتخبناه من كتب عديدة، وذلك أن النبي بعث جيشا إلى مؤتة واستعمل عليهم زيد بن حارثة وقال لهم ان قتل زيد فعبد الله بن رواحة وان قتل عبد الله بن رواحة، فجعفر بن أبي طالب على الناس وودعهم النبي، فساروا حتى كانوا قريبا بتخوم البلقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب وانحاز المسلمون إلى مؤتة فالتقى الناس عندها وتعبأ المسلمون فجعلوا على ميمنتهم رجلا من عدن يقال له