فلولا أبو طالب وابنه * لما رفع الدين شخصا وقاما فهذا بمكة آوى وحاما * وهذا بيثرب شام الحساما وقد كشفت القناع في كتاب فضائل أبي طالب (ع) وسردت الكلام في الأخبار الواردة في فضله وأوضحت رد المنكرين لعلي مقامه وهو كتاب عديم النظير. وقد روى ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني عن الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى عن أحمد ابن إسحاق عن بكير بن محمد الأزدي عن إسحاق بن جعفر عن أبيه (ع) قال قيل له انهم يزعمون أن أبا طالب كان كافرا قال (ع): كذبوا كيف يكون كافرا وهو يقول:
ألم تعلموا إنا وجدنا محمدا * نبيا كموسى خط في أول الكتب وفي حديث آخر كيف يكون أبو طالب كافرا وهو يقول:
لقد علموا إن ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعبأ بقول الأباطل وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل وروي أيضا عن حميد بن زياد عن محمد بن أيوب عن محمد بن زياد عن أسباط بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال كان حيث طلقت آمنة بنت وهب واخذها المخاض بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم حضرتها فاطمة بنت أسد امرأة أبي طالب (ع) فلم تزل معها حتى وضعت فقالت إحديهما للأخرى هل ترين ما أرى فقالت وما ترين قالت هذا النور الذي قد سطع ما بين المشرق والمغرب فبينما هما كذلك إذ دخل عليهما أبو طالب (ع) فقال لهما مالكما من أي شئ تعجبان فأخبرته فاطمة بالنور الذي قد رأت فقال لهما ألا أبشرك؟ فقالت بلى فقال اما انك ستلدين غلاما يكون وصي هذا المولود. وروى الصدوق " ره " باسناد عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أول جماعة كانت ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب " ع " خلفه إذ مر أبو طالب " ع " وجعفر معه قال يا بني صل جناح ابن عمك فلما أحس رسول الله (ص) تقدمهما وانصرف أبو طالب مسرورا وهو يقول:
ان عليا وجعفرا ثقتي * عند ملم الزمان والنوب والله لا اخذل النبي ولا * يخذله من بني ذو حسب