الذي عزلتم منه قالوا نعم فنقص مما كان يعطيه مقدار ما كان يعزل كل يوم وقال لا يحل لي أزيد من ذلك فعاتبه عقيل فغضب علي عليه السلام من ذلك فحموا له حديدة وقربها من خده وهو غافل فتأوه فقال علي (ع) تجزع من هذه وتعرضني لنار جهنم فقال اذهب إلى من يعطني تبرا ويطعمني تمرا فلحق بمعاوية وقد قال معاوية يوما لولا علم عقيل بأني خير له من أخيه وأقام عندنا أو تركه فقال له عقيل أخي خير لي في ديني وأنت خير لي في دنياي وقد آثرت دنياي وأسئل الله خاتمته خير قال: واخرج ابن عساكر ان عقيلا سئل عليا فقال أني محتاج وأني فقير فأعطني قال عليه السلام اصبر حتى يخرج عطاؤك مع المسلمين فأعطيك معهم فألح عليه فقال لرجل خذ بيده وانطلق به إلى حوانيت أهل السوق فقال له دق هذه الأقفال وخذ ما في هذه الحوانيت قال تريد ان تتخذني سارقا قال عليه السلام وأنت تريد ان تتخذني سارقا ان آخذ أموال المسلمين وأعطيكها دونهم قال لأتين معاوية قال أنت وذاك فأتى معاوية فأعطاه مائة الف ثم قال اصعد على المنبر فاذكر ما أولاك به علي وما أوليتك فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس اني أخبركم اني أردت عليا على دينه فاختار دينه وأردت معاوية على دينه فاختارني على دينه هذا كلام الصواعق وفي كتب السير ان معاوية دعى عقيلا ليصعد المنبر ويسب أمير المؤمنين " ع " فصعد المنبر وقال: أيها الناس ان معاوية أمرني ان لعن عليا " ع " فالعنوه ودعاه مرة أخرى فصعد المنبر وقال إن عليا ومعاوية قد اختلفا وانا العن الباغي منهما على صاحبه فالعنوه فقال الناس على الباغي منهما لعنة الله فقال ابن العاص لمعاوية خذها يا أبا عبد الرحمن فقال معاوية لعقيل جزيت خيرا ما قصرت في حقنا ويحكى ان معاوية قال الذي يدل على الحق هو كون عقيل معنا فقال له عقيل نعم ويوم بدر كنت معكم ودخل عليه يوما فقال مرحبا بمن عمه أبو لهب وقال عقيل وأهلا بمن عمته حمالة الحطب يا معاوية إذا دخلت النار ورأيت عمي قد فخذ عمتك ما تقول الناكح أسوء أم المنكوح وقال يوما له معاوية ما لكم يا بني هاشم تصابون بأبصاركم فقال عقيل وأنتم يا بني أمية تصابون ببصائركم وفي الكتاب الذي الفه الغزالي لخوارزم شاه وفد عقيل بن أبي طالب عليه السلام على معاوية فأجاره بمائة ألف درهم فلما أراد
(١٦)