ان يقولها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحمد لله الذي هداك يا عم هكذا روى عن ابن عباس وذكر ابن الجوزي في تاريخه باسناده إلى الواقدي قال: قال علي عليه السلام لما توفى أبو طالب عليه السلام أخبرت رسول الله (ص) فبكى بكاءا شديدا ثم قال اذهب فغسله وكفنه وواراه غفر الله له ورحمه فقال له العباس يا رسول الله (ص) انك لترجو له قال أي والله أني لأرجو له وجعل رسول الله (ص) يستغفر له أياما لا يخرج من بيته وقال الواقدي قال: ابن عباس عارض رسول الله (ص) جنازة أبي طالب وقال وصلتك رحم وجزاك الله يا عم خيرا. وذكر ابن سعد عن هشام بن عروة قال: ما زالوا كافين عن رسول الله (ص) حتى مات أبو طالب عليه السلام.
أقول: قال ابن أبي الحديد قال محمد بن إسحاق فلم يزل أبو طالب ثابتا صابرا مستمرا على نصر رسول الله (ص) وحمايته والقيام دونه حتى مات في أول السنة الحادية عشرة من مبعث رسول الله (ص) فطمعت فيه قريش حينئذ وتمالت منه فخرج من مكة خائفا يطلب أحياء العرب يعرض عليهم نفسه فلم يزل كذلك حتى دخل مكة في جوار المطعم بن عدي ثم كان من امره ما كان ليلة العقبة انتهى وذكر أبو الفداء ان أبا طالب مات سنة العاشرة من الهجرة انتهى. وعن الشعبي مرفوعا عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: كان والله أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب مؤمنا مسلما يكتم ايمانه مخافة على بني هاشم ان تنابذها قريش قال: أبو علي الموضح ولأمير المؤمنين " ع " في أبيه يرثيه:
أبا طالب عصمة المستجير * وغيث المحول ونور الظلم لقد هد فقدك أهل الحفاظ * فصلى عليك ولي النعم ولقاك ربك رضوانه * فقد كنت للطهر من خير عم أقول: ذكرنا هذا المجمل من أحوال أبي طالب (ع) لئلا يخلو منه كتابنا هذا ولنا كتاب خاص به عليه السلام متكفل بأحواله فمن شاء فليراجعه فإنه كتاب جليل ليس له مثيل وأما أمه عليها السلام فهي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف وأمها فاطمة وتعرف بحبرا بنت هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لوي وأمها