كان الشرك ضاربا بحرانه مخيما على أولئك الضعفاء وبمضاء من سيف أمير المؤمنين عليه السلام ونمير من فضله قام عمد التوحيد وأحكمت قواعد الإيمان وانقشعت سحب الضلال واستنار العالم بالحقايق.
كان كتاب (الجمل) الماثل اليوم أمام القراء الكرام مختبئا في زوايا المكتبات لا يصل إليه إلا النفر النزر من رواد السيرة والتاريخ حتى قيض الله سبحانه المهذب الغيور (محمد كاظم بن الحاج محمد صادق الكتبي) صاحب المطبعة الحيدرية في النجف فأخرجه إلى القراء تلبية لطلبهم ونزولا عند رغبتهم ولكن الإسراع في الإجابة وحراجة الظروف أثرت على العناية في تصحيح الكتاب وتدقيقه غير أن الرغبة الأكيدة في الوقوف على ما فيه من حقايق التي لم يحوها غيره من المؤلفات على كثرتها أوجب تهافت القراء عليه ثقة بشيخنا المعظم لما أوتي من سعة في الحديث وتثبت في النقل ومحص دقيق لقضايا التاريخ.
وبعد نفاد نسخ الطبعة الأولى اجتهد الناشر صاحب (المطبعة الحيدرية) في عرض الكتاب على جماعة من أعلام المؤرخين فدققوا النظر في الكتاب بعد المقابلة على نسخة العلامة المتبحر الشيخ علي نجل الحجة الشيخ محمد رضا بن آية الله الشيخ هادي آل الشيخ الأكبر كاشف الغطاء أيده الله وأدامه مساعدا ومروجا لإحياء مؤلفات علمائنا الأعلام.
ثم أن المساعدين للناشر لم يكتفوا بهذه النسخة وغيرها وإنما بذلوا الجهد في تطبيق ما يذكره (المفيد) مع نصوص المؤرخين الأقدمين الذين تعرضوا لقضية (الجمل) وحديث الناكثين وأضافوا إلى ذلك تعاليق في هامش الكتاب كان بها الجدارة في الإثبات.